أسهمت التأشيرة السياحية في زيادة أعداد جمهور موسمي الرياض والدرعية، ووفق إحصاءات رسمية وصل عدد زوار موسم الرياض إلى ما يزيد على 11 مليون زائر وزائرة، وهذا العدد الكبير أسهم في التوجه لاستمرار بعض فعالياته لشهر مارس المقبل، وعلى الصعيد نفسه، ووفق مسؤولين في الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، فقد وصل عدد التأشيرات السياحية في 2019 إلى 350 ألف تأشيرة منذ انطلاقتها في نهاية شهر سبتمبر الماضي، ومن المؤكد أن نسبة كبيرة منهم انجذبوا لفعاليات موسمي الرياض والدرعية، خاصة وأن العديد من الفعاليات ذات طابع عالمي، ومنها سباقات الفورمولا ورياضات كرة القدم والتنس والمصارعة والملاكمة، فضلاً عن استقطاب عروض فنية وسيرك ومعارض ذات طابع واهتمام دولي. وليد السبيعي عضو لجنة وكالات السفر بغرفة الرياض، قال، «من المؤكد أن التأشيرة السياحية ستكون داعماً أساسياً لزيادة حضور ومتابعة فعاليات، مواسم السعودية، وسنرى ذلك بشكل أكثر من ناحية الأرقام في المواسم المقبلة للعام 2020، وذلك لكون التأشيرة انطلقت مع الشهور الأخيرة من هذا العام، ومع تسويق المملكة خارجياً، ونقل تجربة من جاء لبلادنا سوف يزيد العدد تدريجياً، وسنرى بلا شك تزايداً بعدد السياح، وزيادة بعدد من يتابع منهم مواسم السعودية، خاصة في المدن الكبرى مثل الرياضوجدة والمنطقة الشرقية، وفي المدن ذات الجاذبية التراثية والتاريخية مثل الدرعية والعلا، وكذلك تقارب موسمي الرياض والدرعية في الزمان والمكان فرصة ملائمة للسياحة الوافدة من الخارج، للوصول لأكبر قدر من هذه الفعاليات مع تعرفهم على الرياض والدرعية من ناحية حضارية وتاريخية، فضلاً عن تميز أجواء منطقة الرياض عموماً في شهور الشتاء، حيث يمكن أن تنظم رحلات برية متنوعة تناسب ثقافة الأجانب الحريصين على معرفة صحراء نجد والأجواء الخيالية فيها في مثل هذه الشهور من كل عام. ويضيف السبيعي، تسهيل الحصول على التأشيرة إلكترونياً، ومن المنافذ السعودية لعدد من الدول الأوربية والآسيوية وغيرها، محفز أساس لزيارة المملكة، وكذلك الحال فإن فعاليات المواسم عموماً ستكون من المحفزات المرتبطة بسرعة الحصول على التأشيرة، وكل ذلك بالطبع إلى جانب عدد من العوامل الأساسية التي تدعو لزيارة مختلف مناطق المملكة، التي تحتضن إرثاً تاريخياً عريقاً موجوداً في عدة مواقع ومن أبرزها العلا والدرعية وجدة التاريخية والأحساء وفي حائل وفي جنوب المملكة وشمالها، فضلاً عن التنوع الطبيعي المرتبط بالسواحل البحرية البكر، والتنوع ما بين الجبال والصحراء، فضلاً عن التطور الحضاري في كل مدن المملكة الرئيسية. ونوه عضو لجنة وكالات السفر بغرفة الرياض في ختام حديثه، إلى ضرورة نشر أجندة الفعاليات والأنشطة المرتبطة بمواسم الرياض وتسويقها في عدد من الدول التي رأينا في الشهرين الماضيين أعداداً كبيرةً منهم يحضرون للمملكة، وذلك قبل انطلاقة الفعاليات بوقت كافٍ، وخاصة أن نسبة من هذه الفعاليات هي ذات طابع دولي وتهتم بها جنسيات عديدة، سواء للجوانب الرياضية أو الفنية أو عروض السيرك ومختلف الفعاليات ذات الشهرة الممتدة لخارج الحدود الدولية. التأشيرة والمواسم داعمان للاقتصاد رئيس الجمعية السعودية للإرشاد السياحي سطام البلوي، أكد على أن الحركة السياحة انتعشت مع التأشيرة السياحية ومواسم السعودية، وكلاهما مكمل لبعضهما البعض في دعم الحركة السياحية الداخلية، وتحقيق النمو والتنوع الاقتصادي المنشود، ونحن في مجال الإرشاد السياحي نعول كثيراً على التأشيرة السياحية والمواسم لجذب السياحية الوافدة التي ترتبط خدماتها بقطاعات كثيرة لها علاقة بصناعة السياحة عموماً، وبالطبع لمسنا عالمية الفعاليات بالرياض والدرعية ودورها في جذب فئات كثيرة من الأجانب تتابع هذه الفعاليات التي تتمتع بشهرة دولية. وبين أن الإرشاد السياحي في المملكة سيكون له نصيب من هذا الانتعاش، فالجميع يعلم أن المملكة وجهة سياحية جديدة على العالم، ومما يتطلب الحصول على خدمات مرشدين سياحيين مؤهلين يتحدثون بلغات عدة، والجمعية السعودية للإرشاد السياحي تعكف حالياً على وضع استراتيجية تواكب تطلعات الرؤية من خلال تطوير المهنة والعاملين بها بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني. وأضاف البلوي في ختام حديثه، «لدينا خطة لتأهيل أكثر من ثمانية آلاف مرشد سياحي بحلول 2030 وقد انضمت الجمعية مؤخراً للاتحاد الدولي لجمعيات الارشاد السياحي ما يتيح لنا الفرصة للاستفادة من خبرات وبرامج التدريب في الاتحاد، وقد بدأنا بالفعل دورة تأهيل المرشدين السياحيين لموسم حائل حيث قمنا بتدريب 12 مرشداً سياحياً باستخدام الحقيبة الخاصة بالاتحاد الدولي».