حققت المواسم السعودية أثرها الواضح في جذب عدد من السياح من مختلف دول العالم، وكان لها حضور جلي في تحقيق هذه الجاذبية حتى قبل بداية التأشيرة السياحية رسمياً في نهاية شهر سبتمبر، حيث كانت منصة الفعاليات المرتبطة بالهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وجهات حكومية أخرى، حاضرة بتوفير خيارات لزيارة المملكة، عبر منصة الفعاليات بشكل إلكتروني سريع وتحقق ذلك فعلياً وعلى أرض الواقع من خلال فعاليات شتاء طنطورة بالعلا مطلع العام 2019، وقبلها في نهاية العام المنصرم 2018، من خلال الحضور لفعالية الفورمولا اي العالمية في محافظة الدرعية التاريخية، ثم تزايد عددهم بشكل بارز في موسم جدة خلال الصيف الماضي. ثم كانت النقلة الأكبر لحضور السياح في المواسم السعودية من خلال موسمي الرياض والدرعية، حيث واكبت انطلاق الفعاليات المرتبطة بهما في مرحلة ما بعد إطلاق التأشيرة السياحية بشكل سهل وميسر لعدد 49 دولة بالعالم إلكترونياً ومن خلال المنافذ بشكل آلي سريع، ولباقي دول العالم من خلال ممثليات المملكة الرسمية الخارجية، وكان للطابع الدولي لمواسم السعودية من خلال استقطاب فعاليات ذات بعد وشهرة عالميين، وبالطبع سجل عدد كبير من الزوار والسياح، وخاصة من جنسيات ثلاث دول خليجية شقيقة مجاورة، وهي الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت والبحرين، ومن دول أجنبية كان البريطانيون هم الأكثر حضوراً في فعاليات مواسم السعودية خلال الشهرين الماضيين، وخاصة في موسمي الرياض والدرعية التي استقطبت من خلال الفعاليات العالمية التي شملت رياضات شهيرة مثل الفورمولا والملاكمة والتنس الأرضي، وغيرها من الرياضات ذات الصيت والشهرة العالمية، أعداداً كبيرة من دول أوروبية وآسيوية. 200 ألف سائح من الخارج فيصل المطلق رئيس جمعية الإيواء السياحي، ومستثمر في القطاع السياحي، يقول "شهدت المملكة مع مبادرة مواسم السعودية نقلة كبيرة جداً في نمو صناعة السياحة والترفيه، ومختلف القطاعات المساندة المرتبطة بهما، ولم يقتصر دور هذه المواسم على جذب سياحة الداخل، حيث تعدت ذلك للحصول على نصيب جيد من السياحة العالمية، فمثلاً موسم الرياض فقط، استقطب قرابة 200 ألف سائح من الخارج على مدار شهرين فقط، وذلك حسب ما ذكره علناً معالي رئيس مجلس الإدارة العامة لهيئة الترفيه تركي آل الشيخ، والمكسب المالي لاقتصاد الوطن قارب لموسم الرياض أيضاً المليار ريال، فضلاً عن الوظائف الكبيرة التي وفرتها المواسم بشكل دائم أو بشكل جزئي لشباب وشابات الوطن وفي مختلف المناطق، وهذه الأرقام ليست بسيطة، وتعتبر علامة فارقة للنجاح، إذا ما نظرنا لهذه المواسم التي تعتبر حديثة العهد في المملكة، وسجلت انطلاقتها القريبة مع بداية العام الحالي 2019، إضافة الى أن العالم عموماً يمر بشيء من التحديات والركود الاقتصادي، وفي بلادنا، الحمد الله بعكس ذلك، حيث نرى ونلمس حراكاً جيداً في قطاعات واعدة جديدة، تخدم الوطن وأبناء الوطن وجميع من يعيش تحت ظلاله". وأضاف "يحسب لمبادرة مواسم السعودية الكثير من المميزات، ومن أبرزها بلا شك تسليط الضوء على وجود ثروات أخرى في بلادنا غير النفط، وهذه الثروات تحقق احتياجات اقتصادية ومجتمعية متعددة، فتوفير الوظائف من خلال صناعتي السياحة والترفيه، موجود لدى مختلف دول العالم المتقدم، فالكثير من القطاعات في عصرنا الحاضر أثرت عليها التقنيات التي تقلل الاعتماد على البشر، ولا تزال الخدمات المرتبطة بكل من الترفيه والسياحة تعتمد على وجود الأيادي العاملة، وأيضاً تتميز أنها تحتاج لقليل من التدريب والممارسة للشباب والشابات الراغبين في العمل بهذا المجال، والمجالات ذات العلاقة بالسياح والفعاليات، وكذلك يلائم معها بروز العديد من المشروعات الريادية الصغيرة، التي تعتمد على وجود الكثافة البشرية في الفعاليات والمناشط، وفي موسم الرياض تحديداً لمسنا هذه الكثافة في أكثر من عشرة مواقع في العاصمة، وفي ظل وجود قرابة ثلاثة آلاف فعالية، وبالطبع هذه المواقع تحتاج مع تنفيذ الفعاليات العديد من الخدمات المساندة التي تعتمد على القوى البشرية، ودليل النجاح اقتصادياً وعلى أكثر من صعيد استمرار العديد من الفعاليات المهمة في مواقعها لفترة أطول من المحددة مسبقاً لموسم الرياض. فيصل المطلق