قتل نحو ثلاثين مدنياً في قصف روسي وسوري استهدف بكثافة شمال غرب سورية، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، في وقت تواصل قوات النظام عملياتها العسكرية في المنطقة بهدف السيطرة على كامل الطريق الدولي حلب - دمشق. وفي ديسمبر، بدأت قوات النظام بدعم روسي هجوماً واسعاً في مناطق بإدلب وجوارها تسيطر عليها هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) وفصائل معارضة أخرى أقل نفوذاً، وتؤوي ثلاثة ملايين شخص. وأفاد المرصد أن "طائرات حربية روسية استهدفت بعد منتصف ليل الأحد الاثنين قرية أبين سمعان المكتظة بالنازحين في ريف حلب الغربي" المحاذي لمحافظة إدلب في شمال غرب البلاد، ما أسفر عن مصرع "تسعة مدنيين بينهم ستة أطفال، وإصابة 20 آخرين بجروح". وشاهد مصور لوكالة فرانس برس في القرية عناصر من الدفاع المدني يبحثون وسط الظلام عن ضحايا تحت أنقاض مبنى مدمر وعمدت مجموعة منهم إلى إخراج رجل على قيد الحياة كان عالقاً تحت وكان الدم يسيل من رأسه. وجرى أحد المتطوعين حاملاً جثة طفلة لفها ببطانية شتوية في حضنه قبل أن يقاطعه أحد أقاربها راجياً إياه أن يأخذها بنفسه. وتأتي الغارات غداة مصرع 14 مدنياً في قصف جوي شنته طائرات روسية مستهدفة قرية كفرنوران في جنوب غرب حلب، كما قتل تسعة آخرون في قصف جوي ومدفعي شنته قوات النظام في مناطق تسيطر عليها هيئة تحرير الشام وفصائل المعارضة الأخرى في محافظتي إدلب وحلب المحاذيتين. ومنذ ديسمبر، أسفر الهجوم وفق المرصد، عن مصرع أكثر من 350 مدنياً. كما دفع بحسب الأممالمتحدة، 586 ألف شخص إلى النزوح من مناطق التصعيد في إدلب وحلب باتجاه مناطق أكثر أمناً قرب الحدود مع تركيا. وحذرت منظمات إنسانية دولية من "كارثة إنسانية" جراء موجة النزوح الضخمة، قد تكون بين الأسوأ في سورية منذ بدء النزاع فيها في العام 2011. وبات مصير النازحين من التصعيد مجهولاً في منطقة تؤوي أساساً ثلاثة ملايين نسمة نحو نصفهم فروا على مر السنوات الماضية من مناطق سورية أخرى. وتزداد معاناتهم في فصل الشتاء مع انخفاض حاد في درجات الحرارة وصل إلى نحو درجة واحدة مئوية. ولجأ الجزء الأكبر من النازحين إلى مناطق مكتظة أساساً بالمخيمات العشوائية قرب الحدود التركية في شمال إدلب، لم يجد كثر خيم تؤويهم أو حتى منازل للإيجار، واضطروا إلى البقاء في العراء في حقول الزيتون أو في سياراتهم أو حتى في أبنية مهجورة قيد الإنشاء. تفجير في عفرين أفاد تقرير منظمة حقوقية أمس الاثنين بمصرع 6 أشخاص على الأقل، وإصابة 23 آخرين جراء انفجار سيارة مفخخة في مدينة عفرين الخاضعة لسيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها بريف حلب الشمالي الغربي. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من لندن مقرا له في بيان صحفي أمس، إن عدد القتلى مرشح للارتفاع لوجود جرحى بحالات خطرة. وتشهد مدينة عفرين تفجيرات متكررة، حيث تتهم فصائل المعارضة المسلحة الوحدات الكردية بالوقوف وراء تلك التفجيرات. وتسيطر فصائل المعارضة المدعومة من الجيش التركي على منطقة عفرين منذ منتصف شهر مارس من العام 2018، بعد "عملية غصن الزيتون"، التي أطلقتها تركيا وانتهت بطرد الوحدات الكردية من المدينة. على صعيد آخر، أفاد المرصد السوري ببدء فصائل المعارضة والقوات التركية أمس عملية تمهيد صاروخي مكثف على مواقع قوات النظام شرق إدلب. وقال المرصد: إن قصفاً صاروخياً مكثفاً تنفذه القوات التركية والفصائل على مواقع قوات النظام في ريف إدلب الشرقي، مشيرا إلى أن القصف المكثف عبر عشرات القذائف الصاروخية والمدفعية يتركز على سراقب وقرى بريفها. وأضاف أن ذلك يأتي بالتزامن مع تحركات للقوات التركية والفصائل انطلاقاً من بلدة النيرب، وسط معلومات عن بدء الأتراك عملية عسكرية برية برفقة الفصائل خلال الساعات القادمة.