بدأت مخاوف تفشي فيروس كورونا في الصين وانتقاله للعالم عبر تجارة النفط الخام اليومية الضخمة لأكبر بلد في العالم يستورد النفط بعد أن سجلت واردات الصين رقماً قياسياً تجاوز 500 مليون برميل في 2019، ما يعادل أكثر من 10 ملايين برميل يومياً، ما يعني تواصل عشرات ناقلات النفط العملاقة ما بين الصين وعدة دول مصدرة. الأمر الذي سيؤثر على الطلب على النفط مما يرجح كفة توقعات ميل كفة اتفاق أوبك+ إلى تمديد خفض الإنتاج المستمر حتى يونيو على الأقل ويمكن أن تناقش تخفيضات أكثر عمقا إذا لزم الأمر. وبنيت توقعات استمرارية التخفيضات نوعاً ما على ما ذكره وزير الطاقة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان مؤخراً بقوله «لقد اضطررنا لعقد اجتماع طارئ في 4 مارس القادم بغرض تدارس وضع السوق والنظر بموضوعية إن كان السوق يحتاج إلى تمديد الخفض أم لا»، مطمئناً «سوف نكون منفتحين لأي بدائل قد تطرأ حتى لو استدعى الأمر تخفيضات إضافية لو تطلب الأمر ذلك، والتخفيضات واردة وتعتمد على نتائج يناير وفبراير من حيث التزام الدول المشاركة بالتخفيضات». ورجحت مصادر أوبك تمدد التخفيضات الحالية التي تنتهي في مارس إلى يونيو مع احتمال تخفيض أعمق من المتفق عليه المحدد بخفض 1,7 مليون برميل في اليوم وقد تمتد إلى نهاية 2020، في وقت انخفضت أسعار النفط بحوالي 10 في المائة منذ صدور التقارير الأولى عن الفيروس التاجي القاتل من الصين الأسبوع الماضي. وفي وقت مبكر من يوم الثلاثاء، كانت أسعار النفط في طريقها لليوم السادس على التوالي من الخسائر، مع تداول خام غرب تكساس الوسيط دون 53 دولارًا، فيما يكاد خام برنت يتداول عند مستوى 58 دولاراً للبرميل. ودارت شكوك حول تداعيات الفيروس إما تآكل الطلب على النفط في الصين، أو تفاعل عكسي بردة فعل مفرط في السوق. في حين قلل منتجو أوبك البارزون من المخاوف من نمو الطلب المعطل في محاولة لتهدئة سوق النفط، في وقت تلمح أوبك لتمديد تخفيضات الإنتاج أو حتى تعميقها لحفظ توازن السوق وتجنب انخفاض الأسعار المفرط بسبب تفشي فيروس كورونا في الصين. وتجتمع أوبك بقيادة المملكة وشركاؤها من خارج أوبك بقيادة روسيا في أوائل مارس لتحديد كيفية المضي في التخفيضات في ظل أغلب التوقعات التي تشير إلى تمديدًا محتملًا لخفض إنتاج النفط حتى نهاية العام 2020، نظرًا لاستمرار توقعات انخفاض الطلب على النفط، بحسب وكالة تاس الروسية. وحققت واردات النفط الخام الصينية ارقاما قياسية في كل عام منذ 2003 حسب بيانات الجمارك من موقع «ريفاينتف». وبلغت واردات ديسمبر الماضي 45.5 مليون طن، وهذا يعادل 10.7 مليون برميل يومياً، وهو ثالث أعلى مستوى على الإطلاق على أساس يومي وبانخفاض عن الرقم القياسي الذي سجله في نوفمبر البالغ 11.13 مليون برميل يومياً. ويعادل هذا الارتفاع السنوي 882,000 برميل يومياً في المشتريات الإضافية، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الطلب من معامل المعالجة الجديدة التي أضافت 900,000 برميل يومياً إلى قدرات المعالجة النفطية للصين، بالرغم من أن بعض الوحدات لم تبدأ العمل إلا في ديسمبر. وقد تعززت واردات ديسمبر من استخدام المصافي المستقلة لحصصها السنوية من الواردات، بينما اتجهت المصافي الحكومية لتخزين البترول قبل إغلاق العطلة الذي يصاحب مهرجان العام القمري الصيني أواخر يناير. إلا أن المصافي الصينية المستقلة كثفت مشترياتها قبل نهاية العام لتعظيم الاستفادة من حصص استيراد البترول الخام إلى أعلى حد. من جهته قدر معهد البترول الأمريكي سحباً كبيراً مفاجئاً لمخزون البترول الخام الأميركي بلغ 4.27 ملايين برميل في الأسبوع المنتهي في 24 يناير مقارنة بتوقعات المحللين بزيادة 482 ألف برميل في المخزون. وشهد الأسبوع الماضي بناء في مخزونات النفط الخام بلغ 1.57 مليون برميل. ومع ذلك فإن تقديرات تقييم الأثر البيئي تشير إلى سحب 400 ألف برميل لهذا الأسبوع. وارتفعت أسعار النفط في جلسات الأربعاء الصباحية منهية انخفاض متواصل للأسعار امتد خمسة أيام حيث هيمنت المخاوف من تدمير الطلب على النفط في ظل انتشار فيروس كورونا خارج حدود الصين للدول المجاورة ممتداً إلى أوروبا حيث بلغ ألمانيا. وحتى مع إغلاق الإنتاج شبه الكامل في ليبيا بحوالي مليون برميل يوميًا، كانت أسعار النفط لا تزال منخفضة على مدار الأسبوع. وارتفع سعر خام غرب تكساس الوسيط جلسات صباح الأربعاء بنسبة 0.46 دولار (+ 0.87٪) إلى 53.93 دولاراً تقريبًا بانخفاض 5 دولارات للبرميل عن مستويات الأسبوع الماضي. كما ارتفع سعر برميل برنت بنسبة 0.45 دولار (+ 0.77 ٪)، عند 59.24 دولار - أقل من أكثر من 6 دولارات للبرميل مقارنة بأسعار الأسبوع الماضي.. وحافظ إنتاج النفط الخام الأميركي، كما قدرت إدارة معلومات الطاقة، على ثباته عند 13.0 مليون برميل يومياً ويظل رقماً قياسياً للولايات المتحدة. كما ذكرت الوكالة هذا الأسبوع بناء 3.27 ملايين برميل من البنزين للأسبوع المنتهي في 24 يناير بعد بناء كبير بلغ 4.5 ملايين برميل في الأسبوع الماضي. ويقارن بناء البنزين الكبير هذا الأسبوع بتوقعات المحللين ب 1.32 مليون برميل خلال الأسبوع. الأمير عبدالعزيز بن سلمان مطمئناً السوق بتوازن عادل في العرض بما يفي بالطلب