زرت مؤخراً محافظة العلا لأقف مع مجموعة من الأصدقاء على مفاتن هذه الجميلة. إنها محافظة العلا والتي تقع شمال المدينةالمنورة، ولكن لم تعد كبقية محافظات المملكة، فتنوع الموروث التاريخي والحضاري لهذه المنطقة تميز ليس لمثيلاتها. وقد حظيت هذه المنطقة باهتمام مباشر من سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد ورئيس مجلس إدارة الهيئة الملكية لمحافظة العلا منذ انطلاقها بتاريخ 26 /10 / 1438 هجري لتستهدف تطوير المحافظة، وخلق وظائف، والمساهمة في الناتج المحلي للمملكة العربية السعودية. ومنذ ذلك الحين أصبح لهذه المنطقة العديد من عوامل الجذب، سأسرد أهمها في هذا المقال: أولاً: جعلت لهذه المنطقة هوية مميزة يفرّق فيها الزائر للمنطقة رجال الأمن هناك والمرشدين السياحيين في زيهم وتحركاتهم بين المواقع. ثانياً: التميز في تعامل المرشدين للمناطق الأثرية في المنطقة، فليس هناك شك بأنهم قد تدربوا على التعامل مع الزوار في طريقة الاستقبال والوداع، ونبرة الصوت، واختيار لغة التحدث وأسلوب الحوار مع الزوار. ثالثاً: الإرث التاريخي للمنطقة يجذب الكثير من الزوار للتعرف على الحضارات والدول التي مرت بالعلا بدايةً من مملكتي دادان والأنباط ونهاية بالعهد الإسلامي. رابعاً: التكوين المميز لجبال العلا يثير المهتمين في علوم الأرض، ويدفعهم للزيارة والتعرف عليها وعلى مكوناتها وخصوصاً المنطقة المحيطة بمدائن صالح وجبل عكمة. خامساً: تطوير المناطق المحيطة بالجبال مما يتيح للزائر التأمل في هذه التكوينات ومنها: جبل الفيل، ولتكوّن أيضاً حياة ليلية في المنطقة. سادساً: توفر العديد من المتنزهات الريفية، والتي تعتمد في تقديمها على مساحات خضراء بها جلسات مفتوحة بين الجبال الشاهقة وتحت ظل النخيل. سابعاً: أهل العلا وتعاملهم، فهم مرحبون بطبعهم وكريمون بأخلاقهم، كانوا ومازالوا المحرك الأساسي وأهم عوامل الجذب لمحافظة العلا. نهايةً.. الاهتمام بالمكونات الأساسية في صناعة السياحة بمحافظة العلا ومثيلاتها في مملكتنا الحبيبة هو ثروتنا المستدامة التي لا تنضب، وستكون العلا بلاشك طريقنا للعلا في عالم السياحة. * باحث في التسويق السياحي