أبدى عدد من المتقدمين والمتقدمات على شغل المقاعد الدراسية المتعلقة ببعض الجامعات وكليات التقنية استغرابهم عن الكيفية التي تدار بها المقابلات الشخصية للطلاب والطالبات والتي تشترط بعض المعايير التي لم يؤهل عليها الطالب في مرحلة التعليم العام، في حين رفض البعض منهم الطريقة التي يتم فيها استلام رسائل بالقبول في بعض الكليات التي تمنح دبلوماً لمدة سنتين أو ثلاث سنوات، فيتم تحديد موعد للمقابلة الشخصية التي يتفاجأ البعض أنها تدار من قبل أساتذة لا يتحدثون العربية ويعتمدون على اللغة الإنجليزية كوسيلة للتواصل مع المتقدمين في تلك المقابلات، ويشترطون للقبول وجود اللغة الإنجليزية كشرط للالتحاق، في حين أن مثل هذه الاعتبارات لم تكن موجودة أثناء التقديم على تلك الكليات عبر الموقع الإلكتروني، كما أنها تقدم وعوداً أثناء توصيف طريقة الدراسة بتأهيل الطلاب لمدة عام في اللغة الإنجليزية، واصفين تلك المقابلات الشخصية بأنها تعجيزية، ولا تتناسب مع معطيات التعليم العام الذي يتخرج بعض الطلاب والطالبات منه بإمكانات محدودة، وبلغة إنجليزية ربما تكاد تكون معدومة المؤهلات، في حين يتم اشتراط سقف عالٍ جداً للطموح من قبل الكليات والجامعات التي تتوقع أن يتوفر في الطلاب والطالبات من خريجي الثانوية العامة، من دون التنبه إلى أنهم حصاد التعليم العام ومخرجات المناهج الدراسية والمعلمين والطريقة التي يتم فيها إعداد الطالب للمرحلة الجامعية بواقع 12 عاماً متواصلة إلاّ أنها -مع الأسف- لا يعول عليها كثيراً في اشتراطات القبول الجامعي، وذلك ما أثبتته اختبارات القياس. قراءة القدرات وقال د.فايز بن عبدالعزيز الفايز -وكيل كلية التربية للتطوير والجودة بجامعة الملك سعود-: إن المقابلة الشخصية نوع من الأدوات التي تستخدم من أجل الحكم على الشخص، لذلك لها سلبيات كما لها إيجابيات، فمن مميزاتها أنها تقدم انطباعاً أولياً عن الشخص، كما تمنحك القدرة على قراءة قدراته العملية والنفسية من خلال هذا اللقاء، إلاّ أنه يؤخذ عليها سلبيات المدة الزمنية القصيرة التي لا يمكن أن تعطي حكماً دقيقاً على الشخص، لا سيما أن هذا الشخص ستتعامل معه لسنوات طويلة قادمة، لذلك تعد المقابلة الشخصية معياراً من المعايير المهمة، لكنها ليست المعيار الوحيد لقبول الشخص والحكم عليه، مضيفاً أن لها مكانتها ولكن لا يجب أن تكون المحكم الوحيد للقبول أو الرفض، مبيناً أن بعض الجهات التعليمية كالجامعات والكليات لها اشتراط اتقان اللغة الإنجليزية كشرط للقبول، فيحق لبعض الجهات أن تضع الاشتراطات التي تناسبها، فعلى سبيل المثال تخصص الإدارة التربوية لا يتطلب الدراسة به اتقان اللغة الإنجليزية؛ لأن المواد لا تدرس باللغة الإنجليزية، لكن يتم اعتماد اللغة الإنجليزية كشرط في المراجع المتعلقة بالتخصص، والتي لابد أن تكون بالإنجليزية؛ لأنها تساعد الطالب على الاستيعاب لما سيدرسه. نسب محددة وأضح د.الفايز أن بعض الجامعات أو كليات التقنية لا تجعل من إتقان اللغة الإنجليزية سبباً في رفض الطالب، ولكن ربما تضع اللغة من ضمن شروط القبول، فحينما نقول أنه على سبيل المثال اللغة الإنجليزية تمثل 15 أو 20 % من الأهمية، فهم يضعون عليها في المقابلة 20 % أيضاً، وهذا ما ينطبق على الجامعات، مؤكداً على أنه لا توجد لديه صورة واضحة فيما يتعلق بإدارة كليات التقنية عن إتقان اللغة الإنجليزية كشرط للقبول، لكن من المتوقع أن أي شخص يحتاج إلى مهارة محددة كإتقان اللغة الإنجليزية، أو قدرة معينة على الكتابة أو التحدث، فإن الجهة المعنية بتلك المقابلة تضعها شرطاً للقبول كنسبة محددة في المقابلة، لذلك فإذا ما تم وضع اشتراط إتقان اللغة الإنجليزية كشرط لتخصصات محددة تخدم استخدام اللغة بنسبة 15 % فهذا أمر مقبول لاشتراط القبول، لكن أن يكون استبعاد الطالب بعد المقابلة لمجرد عدم إتقانه للغة بشكل مطلق فيجب إعادة النظر في مثل هذه المقابلات. جوانب مهمة وشدّد د.الفايز على ضرورة أن يتم الأخذ بعين الاعتبار لعدة جوانب مهمة في المقابلات الشخصية لقبول الطلاب والطالبات أهمها: اتزان الشخصية لدى الطلاب، وقدرة الطالب على التعبير عن ما يؤمن به، وكيفية إيصال ذلك للطرف الآخر، فهذا مهم جداً، أيضاً القدرة على استيعاب ما يصل إليه، ثم الإجابة عليه بطريقة تفكير متسلسل ومنطقي، كذلك القدرة العلمية للشخص لا سيما في المجال الذي سيعمل به، وهذه من أهم الأمور التي يجب التركيز عليها في المقابلات الشخصية للقبول، إضافةً إلى قدرة الشخص على ضبط انفعالاته، والتجاوب مع آراء الآخرين حتى إن كانت لم يقتنع بها، فمثل هذه الأمور مهمة جداً، ولابد أن تؤخذ بعين الاعتبار في المقابلات الشخصية، لافتاً إلى أن هناك أموراً مهمة لابد أن يتصف بها من يجري المقابلات الشخصية في الجامعات والكليات، فالشخص الذي سيجري المقابلة لابد أن يكون شخص متخصص، ويستطيع أن يسأل ويستفسر ويستوضح من الذي سيجرى المقابلة معه، إلاّ أن ذلك لوحدة لا يكفي، فيجب أن تكون هناك معايير للمقابلة، وألا تكون شخصية بحته، فالشخص الذي يجري المقابلة لا يجب أن يتدخل برأيه الشخصي في تقييم المتقدم، إنما لابد أن تكون هناك معايير محددة في اللغة، وتمكنه العلمي وغيرها من المعايير كلاًّ بحسب اختصاصه. دورات تدريبية وذكر د.الفايز أن من أهم النصائح التي يجب أن يأخذ بها الطلاب والطالبات المتقدمين على المقاعد الجامعية للقبول الالتحاق بدورات تدريبية تعلم الطلاب والطالبات كيفية التعامل الصحيح في المقابلات الشخصية، ومثل هذه الدورات موجودة ومتاحة عبر مواقع الإنترنت، وبعض المعاهد، كما أن العديد من الجهات تقدم برامج لكيفية الاستعداد للمقابلات الشخصية، مؤكداً على ضرورة التهيئة من قبل الطالب لنفسه ولمعلوماته التي سيتقدم للدراسة بها في ذات المجال قبل الذهاب للمقابلة، فمن يرغب في الالتحاق في الجانب الصناعي لابد أن يفهم في المجال الصناعي، وذلك ما ينطبق على الجانب التربوي والشرعي، بشكل يؤهل الطالب لإقناع من أمامه في تلك المقابلة بأنه يستحق ذلك المكان الذي يرغب في أن يشغله. عملية تراكمية وأشار د.الفايز إلى أن التعليم العام هو الأساس الذي يبني عليه الطالب حياته كلها، فلا يمكن الإعداد لمقابلة وتوافر جميع المعلومات من دون أن يكون درس في مراحل التعليم العام، فالتعليم العام هو من يؤسس للطالب المعلومات حتى يصل للمقابلة الشخصية في الالتحاق بالجامعات بشكل جيد، مضيفاً أنه لا يمكن بناء علم وقدرات ومواهب الطالب والطالبة في يوم أو يومين قبل المقابلة، فالعملية تراكمية، والتعليم العام هو اللبنة الأولى لتهيئة الطالب لمثل هذه المقابلة سواء في علمه أو مهاراته أو سلوكه، فالتعليم العام مهم لمثل تلك التهيئة، مبيناً أن هذه الخبرات التي اكتسبها من التعليم العام يمكن له أن يطورها من خلال الدورات أو المجهود الشخصي، أو الممارسات العملية التي قام بها في ذلك التخصص، لافتاً إلى أنه يحق لكل جهة أن تضع الشروط التي تهمها في الشخص الذي ترغب في شغله لمقعد دراسي لديها، فما يهم تخصص معين قد لا يهم الجامعة الأخرى، فالجميع له الحق في وضع الشروط التي تحقق متطلبات المكان بما لا يجعل الموضوع يتجه لدعم فئة معينة أو شخص بعينه، إنما يتم وضع الشروط بشكل يتناسب مع الجميع. بعض المقابلات الشخصية تلعب دوراً في مصير الطالب المستقبلي د.فايز الفايز