دائمًا ما تكون هناك مناسبات ثقافية أو شعرية سنوية تذكّرنا بتقصير الجهات الثقافية في بلادنا بحق الشعر الشعبي وبحق شعرائه المبدعين، وبرنامج (شاعر المليون) من المناسبات السنوية التي تدفع المهتمين من الشعراء والنقاد والمتذوقين للتذكُّر والتذكير بوجود قصور وبضرورة وجود جهة رسمية محدّدة تُعنى بأمر الشعر الشعبي، ويكون من ضمن أدوارها إكمال القصور الحاصل في هذا الشأن القديم المتجدد. ومن بين المهتمين الذين لا يتوقفون عن التذكير وتقديم الاقتراحات الجميلة الباحث والمؤرخ القدير الأستاذ قاسم الرويس، الذي كتب سلسلة تغريدات وجهها إلى وزير الثقافة صاحب السمو الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان بعد الإعلان عن أسماء واحد وعشرين شاعرًا سعوديًا تضمنتهم قائمة الشعراء العرب الثمانية والأربعين المتأهلين لنهائيات الموسم التاسع من شاعر المليون. فبعد تأكيد الرويس على الحضور القوي والدائم للشعراء السعوديين، وأنهم يشكلون ما لا يقل عن 50% من إجمالي المتسابقين في المسابقات الشعرية وجّه تساؤلًا لوزير الثقافة قال فيه: «ألم يأن الأوان لتأسيس (بيت الشعر) أو (ديوانية الشعراء) للاهتمام بالشعر النبطي/الشعبي بصفته أحد مكونات ثقافتنا التي يجب علينا الاهتمام بها كسائر البلدان»؟! مبادرات وزارة الثقافة الأخيرة بقيادة وزيرها الشاب وبدعم سخي من خادم الحرمين وولي عهده - حفظهما الله - تجعلنا نتفاءل بأن الإجابة عن تساؤل الرويس ستكون بالإيجاب في الأيام المقبلة، فالوزارة التي حققت أحلام كثيرين بتأسيس عديد من المسابقات كمسابقة توثيق «التراث الصناعي»، ومسابقة «ضوء» لدعم الأفلام السعودية، ومسابقة «الفلكلور الشعبي»، وقامت بتأسيس أكاديميات للفنون، وإطلاق مبادرات متنوعة كمبادرة الأرشيف الوطني للأفلام، ومبادرة برنامج التفرغ الثقافي، ومبادرة مهرجان الطهي الوطني وغيرها، لن تعجز عن تأسيس جهة تسهم في تنظيم نشاط الشعراء الشعبيين ودعم المبدعين منهم، وتقيم المسابقات التي تساعد على اكتشاف الموهوبين وتشجعهم على التميز والاستمرار، ويكون لها كذلك دور في إطلاق المبادرات التي من أهمها مبادرة إصدار دواوين شعراء الوطن من المبدعين سواء الذين رحلوا عن دنيانا قبل أن تصدر لهم دواوين تضم شتات أشعارهم، أو من الشعراء الكبار الذين حالت الظروف والمعوقات دون خروج إنتاجهم إلى النور، ولعل أبرزهم اليوم شاعر الوطن خلف بن هذال متعه الله بالصحة. بقي أن أقول إن بروز شعرائنا الشباب المبدعين من مسابقات تقام خارج الحدود، أو صدور دواوين كثير من شعرائنا الكبار كابن جدلان وعبد الله بن عون ومساعد الرشيدي وغيرهم عن جهات ثقافية خارجية مؤشر واضح على وجود قصور واضح نرجو أن تبادر وزارة الثقافة لتداركه. سعد بن جدلان مساعد الرشيدي خلف بن هذال قاسم الرويس