من الأشياء الرائعة الكثيرة التي صرّح بها رئيس مجلس الهيئة العامة للترفيه الأستاذ تركي آل شيخ في حفل إعلان الاستراتيجية الجديدة للهيئة العامة للترفيه - إعلانه مبادرة الهيئة بتكريم مُهندس الكلمة الأمير بدر بن عبدالمحسن. وذلك بإقامة أمسية شعرية عالمية يصاحبها عديد من الفعاليات. ولا شك أنّ هذه المبادرة تستحق التقدير والإشادة لأسباب مُتنوعة، أبرزها أنها تأتي من جهة حكومية فتيّة، تسعى لتكون الأفضل في تجسيد رؤية مملكتنا الحبيبة المستقبلية، وتسعى لتقديم خدمات مميزة لأبناء هذا الوطن والمقيمين على أرضه، إضافة إلى ذلك فهذه المبادرة كما ذكر معالي رئيس الهيئة تأتي في سياق الوفاء لقامات هذا الوطن أو «كواكب الشعر» كما وصفهم في المؤتمر. ويُحسب لهيئة الترفيه وللقائمين عليها أيضاً إدراك أهمية وأثر الوفاء للمبدعين في حياتهم، ومنحهم شيئاً من التقدير الذي يستحقونه. وقد ذكر رئيس الهيئة العامة للترفيه، أنه كان يشعر ب «غصّة» في السنوات الماضية عند مُشاهدته لتكريم مُهندس الكلمة في دول أخرى مُجاورة في مُقابل التقصير في تكريمه هو وأمثاله من المبدعين داخل وطنهم، واعتقد أن هناك كثيرين ممن يشتركون مع معالي رئيس الهيئة في إحساس المرارة والخيبة؛ بسبب ملاحظة تقصير بعض الجهات المختصة بشؤون الثقافة والأدب والشعر التي تمتلك إمكانات كبيرة، ومع ذلك لم تقم بأي مبادرات جادة لتكريم المبدعين الكبار من أبناء المملكة العربية السعودية وإنصاف تجاربهم الإبداعية. كلنا نعرف أنّ المملكة العربية السعودية أنجبت شعراء كبارا امتدَّ تأثير تجاربهم الشعرية خارج حدود الوطن، منهم من رحل عن دنيانا ومنهم مَن ما زال مستمراً في الإبداع والعطاء إلى يومنا هذا، ومن الوفاء والتقدير لهم أن نرى مبادرات مماثلة لمبادرة الهيئة العامة للترفيه تُقام فيها الأمسيات الشعرية لهم، وتتكفل الجهات المعنية بالثقافة بإصدار أعمالهم الشعرية الكاملة، ورعاية الملتقيات والمسابقات التي تُقام بأسمائهم، وتسهم في دعم وتشجيع بروز المواهب الشعرية الجديدة. وفي السنوات الأخيرة، يُلاحظ كل متابع أن دواوين شعراء من أصحاب التجارب المميزة والمؤثرة، مثل سعد بن جدلان وبندر بن سرور -رحمهما الله-وعبد الله بن عون وغيرهم صدرت من جهات ثقافية خارجية، إضافة إلى غياب المبادرات التي تدعم صدور دواوين شعراء آخرين كبار، خدموا الوطن على مدى عقود طويلة من الزمن كخلف بن هذال، على سبيل المثال لا الحصر، وفي ذلك دلالة واضحة على وجود تقصير من الجهات الثقافية التي نرجو أن تكون لها في مقبل الأيام مُبادرات لتكريم شعرائنا الكبار على غرار المبادرة الرائعة التي أعلنتها الهيئة العامة للترفيه.