استضاف برنامج "الديوان" الذي تبثه قناة المرقاب الفضائية يوم الثلاثاء من كل أسبوع خلال شهر رمضان المبارك، ثلاثة من الشعراء، هم: جزاء البقمي، وفالح المسردي، وعلي الاكلبي, وتناول الحوار آراء الشعراء حول مسابقة شاعر الملك، وأهم القضايا المتعلقة بساحة الشعر الشعبي في المملكة. برر الشاعر جزاء البقمي عدم مشاركته في مسابقة "شاعر الملك" بأنه كان انتهى لتوه من المشاركة في مسابقة "شاعر المليون" واستنزفته تلك المشاركة كثيراً من الناحية الشعرية. كما أنه أحب أن يفسح المجال لغيره من الشعراء للمشاركة، إضافة إلي أن المشاركة في المسابقة قناعة شخصية، ما دفع الكثير من الأسماء المعروفة على الساحة الشعرية إلى المشاركة في المسابقة, لكنه أكد أن المشاركة في المسابقة خير علي خير، وأن أي شاعر يطمح للمشاركة في مسابقة تحمل اسم الملك. وقال: إن قناة المرقاب الفضائية والقائمين عليها يكفيهم شرفاً تنظيم مسابقة "شاعر الملك" لأن "الكل متيم بعشق هذا الرجل خادم الحرمين الشريفين، سواء الشعراء المشاركين في المسابقة أو الضيوف على هذا البرنامج، فكلنا تحت راية لا إله إلا الله، ومقام سيدي خادم الحرمين الشريفين"، مشيراً إلى أن كل الشعراء الخمسين الذين تأهلوا للمرحلة النهائية يطمحون إلي الفوز باللقب، وهذا حق مشروع. واعتبر أن الفوز باللقب سيكون مسئولية كبرى على عاتق الفائز به ستلازمه طلية حياته ومسيرته الشعرية, وتمنى على الشاعر الفائز بلقب "شاعر الملك" أن "يقدر هذا الموقع وكل الشعراء قدر المسئولية، إن شاء الله". وقال البقمى: إنه كان يتوقع إقبالاً أكبر من قبل الشعراء للمشاركة في مسابقة "شاعر الملك" لأنها "تحمل اسماً عزيزاً على كل سعودي وعربي، كما أن هذا الزخم الذي صاحب المسابقة كان متوقعاً حتى لو لم تكن هناك جوائز، لأن المسابقة وطنية في المقام الأول، إضافة إلى أنها غير ربحية", وأوضح البقمي أن المسابقات الشعرية الكبرى تسلط الضوء على الشعراء المشاركين فيها، والشعراء المميزون سيخرجون من المسابقة والأضواء مسلطة عليهم. ونبه إلى أن تعامل الشاعر مع وسائل الإعلام "سلاح ذو حدين، فالظهور بصورة أكثر من اللازم تؤثر سلباً علي الشاعر، كما أن الانزواء عن وسائل الإعلام يؤثر سلباً عل الشاعر، فالشاعر يحتاج إلي الظهور المتوازن وأن يكون له إنتاج شعري يسند هذا الظهور". ودافع البقمي عن آلية التصويت في المسابقات الشعرية قائلاً: إن تصويت الجماهير في المسابقات الشعرية لا تزيد درجاته عن خمسين في المائة، والأمر الثاني أنه لا أحد يجبر الناس علي التصويت، كما أن التصويت يسلط الأضواء علي الشعراء أكثر فأكثر. بدوره، اعتبر الشاعر علي الأكلبي أن عدم مشاركته في مسابقة "شاعر الملك" كان مبرراً لأنه كان يدرس بالأردن ولم تتح له فرصة المشاركة. وأبدى الأكلبي تحسره علي عدم مشاركته لأن "المشاركة في هذه المسابقة تحديداً واجب وطني قبل أن تكون ساحة للتنافس بين الشعراء", وقال إنه شارك في مسابقة "شاعر المليون" وكانت المشاركة الأولى والأخيرة له في المسابقات الشعرية. وأوضح الأكلبي أنه يفتخر بارتباط اسمه باسم الشاعر الكبير سعد بن جدلان، وذلك لأن القبيلة واحدة، وأن ارتباط اسمه باسم ابن جدلان إضافة إليه وهو يفتخر بذلك "لأن ابن جدلان والد ورفيق وابن عم، وأحفظ الكثير من أشعاره". وفي ما يتعلق بشعر المحاورة، رأى الأكلبي أن ساحات شعر المحاورة تتميز بالشللية "في حين أن الشعراء الكبار كان يفترض فيهم إتاحة الفرصة للشعراء الشباب والمبتدئين، من مبدأ تواصل الأجيال، فاحتكاك الشعراء المبتدئين بالشعراء السابقين لهم يكسبهم مهارة وينمي موهبتهم الشعرية". أما الشاعر فالح المسردي، فأكد أن "الشعر سواء كان نظماً أو محاورة في المقام الأول هو موهبة ومن ثم هواية، إلا أن الشاعر المبتدئ في مجال شعر المحاورة تحديداً سيواجه بالكثير من الصعوبات في هدا الميدان، وذلك لأن ساحة شعر المحاورة تتميز عن غيرها من الساحات الشعرية بالشللية والتكتلات بين الشعراء، ولن يستطيع ولوجها شاعر مبتدئ، إلا أن تكون له موهبة شعرية فذة تمكنه من مقارعة الكبار". وأكد أن بعض الشعراء الكبار البارزين في ساحة شعر المحاورة "يرفضون المحاورة مع شعراء شباب أو مبتدئين، ولكن إذا أثبت الشاعر المبتدئ نفسه في أكثر من مناسبة شعرية، سيعتاد أجواء شعر المحاورة ومن الممكن جداً أن تجد أحد الشعراء الكبار يطلب منازلة شاعر شاب مبتدئ، وذلك إيماناً منه بموهبته الشعرية أو إعجاباً بشعره". يذكر أن برنامج الديوان الذي يبث علي قناة المرقاب الفضائية يقدمه المذيعان طلال المرشدي وسالم القحطاني، ويتناولان فيه آراء الشعراء المتأهلين للمرحلة النهائية من مسابقة "شاعر الملك" وغيرهم من المهتمين بالشأن الثقافي حول العديد من قضايا المشهد الشعري السعودي والخليجي, ولقي البرنامج نجاحاً كبيراً ونسبة مشاهدة عالية.