زايد الرويس.. شاعر يمتلك أداة الشِّعر والكتابة الصحفية المميزة، فهو شاعر وصحفي متخصص للقراءة الجيّدة للنصوص الشِّعرية لما يتميز به من مهارة فائقة، حيث يغوص في بحور الشِّعر ليبرز لنا حروف المبدعين بعيداً عن العاطفة والمجاملة. «الرياض» التقت بالشاعر والصحفي زايد الرويس الذي فتح قلبه لنا للحديث عن الماضي بجميع مراحله، والرؤية المستقبلية للشِّعر.. هنا حديث أكثر من رائع. * بداية حدثنا عن سلبيات وإيجابيات انتشار الشِّعر ووصوله إلى الفضاء؟ * الشِّعر منذ أن عرفته الإنسانية وجميله جميل وقبيحه قبيح، كنّا في السابق نستطعم جمالية القصيدة حتى وإن كانت منشورة في ركن قصي من المطبوعة، لم تكن مساحة النشر أداة جمال إضافية للنص، الآن أصبح الكل يحصلون على ذات المساحة في هذا الفضاء المفتوح.. ولكن، وأشدّد على هذه ال لكن: كان حجم الرديء شِعراً أقل فيما مضى لوجود "المحرر الصحفي" الذي يفلتر ما يصله من نصوص ويقدّم الأجمل والأجود حسب ذائقته للقارئ، أمّا الآن فالنشر متاح للجميع ولا سلطة لأحد على ما ينشر فازدادت كمية الرديء على حساب الجميل والجيّد. * هل يوجد نقاد في ساحتنا الشعبية، وما ضوابط النقد؟ * للأسف الشديد لا يوجد نقاد في ساحتنا الشعبية حسب أصول النقد المتعارف عليها، هناك محاولات "عبثية" وأخرى "غير مستمرة" ولكنّها لا تندرج تحت مسمى النقد الأدبي، وما زاد الأمر سوءاً ما ظهر في مواقع التواصل الاجتماعي من النقد تحت أسماء مستعارة! وفي هذا قمة التناقض، فالأصل في النقد هو الشجاعة في قول الرأي الأدبي، ولا تستقيم الشجاعة مع الكتابة باسم مستعار، أما النقد الأدبي التلفزيوني فيظل "شاعر المليون" الأفضل بين عشرات البرامج التي ظهرت من خلال ما يطرح من نقد للشعر الشعبي. * هناك قصائد واقعية.. وهناك قصائد من نسج الخيال.. فأيهما يبدع فيهما الشاعر، وأيهما أجمل؟ * لا علاقة للإبداع الشعري بواقعية الحدث أو تخيله، فالمعلقات السبع بنيت على أحداثٍ حقيقية لا خيالية واستطاعت أن تبقى وتعلق في القلوب لفرط جمالها وإبداعها، لغة الشاعر وتمكنه من التصوير الفني لها الأثر الكبير في الإبداع سواء كانت القصيدة واقعية أم من نسج خيال الشاعر. * بما أنك أحد شعراء التفعيلة أو "الحر" ما الذي جذبك لهذا الشِّعر؟ * يعتقد البعض - وهم "واهمون" - أن ما يجذب الشعراء لكتابة التفعيلة هو عدم التقيّد بالوزن والقافية، وهذا غير صحيح على الإطلاق، فشعر التفعيلة محكوم تماماً ببحور الخليل بن أحمد ولا يخرج عنها، أما القافية فتمت الاستعاضة عنها بموسيقى الأحرف وموسيقى النص عموماً، والحقيقة أن ما يجذب الشاعر لشعر التفعيلة هو القدرة على اختصار المعنى والصورة في كلمتين أو ثلاث دون الحاجة إلى كتابة بيت كامل قد يحمل معه حشو المفردات. * ما أجمل بيت من الشعر تردده باستمرار؟ * ربما هو أكثر بيت أردده وإن لم يكن الأجمل: ما فيه صبحٍ مرني ما سألته: وشلون ماجابك معه في طريقه؟ * متى يشعر الشاعر زايد الرويس بالهاجس الشعري؟ * الهاجس الشعري يلازمني دائماً، وسبق أن كررت وقلت لبعض الشعراء المبتدئين: إن الشِّعر لياقة، وإن لم تحافظ على لياقتك الشِّعرية فسيحضر الهاجس الشعري لديك دون أن تستطيع الكتابة، من المُهم أن تكتب، وأقصد الكتابة تحديداً وليس النشر.. اكتب بكثرة ولا تنشر بكثرة. * ما الذي يضايقك في الشِّعر؟ * الشِّعر: رحابة وسعة وفضاء لا حدود لها، فهو متنفس لا يضايق ولا يضيق بي، ولكن تزعجني في الساحة أمور كثيرة أولها السرقات الشِّعرية وليس آخرها المجاملة لحساب الاسم، ناهيك عن الجوانب الفنيّة الأخرى التي قد يغفلها بعض الشعراء ويقعون من خلالها في مباشرة الصورة ونمطيتها وتعمد القوافي الصعبة التي تجرهم نحو صور مكررة ومستهلكة. * ما رأيك في أهداف مسابقات الشِّعر؟ * لكل مسابقة أهدافها الخاصة بها، ومن خلال متابعتي لمعظم المسابقات الشِّعرية طيلة العشر سنوات الماضية فإنني أقول: إن هذه المسابقات يجب أن تكون تحت مظلة إحدى الجهات الرسمية كما في شاعر المليون "لجنة المسابقات والمهرجانات بهيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة" وكما في جائزة الملك عبدالعزيز للأدب الشعبي والتي شاهدنا مؤخراً نسختها الثانية ونتمنى لها مزيداً من النجاح في المواسم القادمة شريطة تلافي الأخطاء الماضية. * ما أهم المحطات في مسيرتك الشِّعرية؟ * مشاركتي في "أمسيات الجنادرية" العام الماضي هي ما أراه أهم محطاتي الشِّعرية بل أعتبرها انتصاراً لتجربتي طيلة العشرين سنة الماضية.. الجنادرية هي حلم كل شاعر سعودي، وأصبحت الآن حلم كل شاعر خليجي. * صدر لك ديوان جميل بعنوان: "وريث الريح" لماذا وسمت الديوان بهذا الاسم؟ * نسبت الديوان إلى قصيدة تفعيلة منشورة في الديوان تحمل الاسم نفسه، هذه القصيدة تحديداً كانت تجربة ممتعة ولذيذة أثناء كتابتها وفيما بعد كتابتها، ومازلت أحرص على إعادة نشرها بين الحين والآخر. * في النهاية ما الذي تود قوله؟ * شكراً لكل من أمتعني شِعراً وجعلني أحبّ الشِّعر.. شكراً ل عمر بن أبي ربيعة والمتنبي وشوقي ونزار وبدر بن عبدالمحسن وفهد عافت ومساعد الرشيدي ونايف صقر وسعد الحريص ومتعب التركي.. ولا أظن المساحة تكفي لذكر البقية. متعب التركي مساعد الرشيدي رحمه الله بدر بن عبدالمحسن