لم أستغرب حجم الابتهاج والتفاعل مع تغريدة الأستاذ محمد السيف، المشرف العام على مركز الملك فهد الثقافي، التي أعلن فيها عن عزم المركز تنظيم فعاليات (ليالي الشعر النبطي)، وإقامة ندوة عن الشعراء الكبار الراحلين: رشيد الزلامي، وسعد بن جدلان وأحمد الناصر، ومساعد الرشيدي. فالشعراء وكثير من عشاق الشعر النبطي ومتذوقيه يترقبون بشغف مثل هذه الفعاليات الغائبة، ويشعرون بحجم تقصير الجهات الثقافية تجاه التراث الشعبي والشعر النبطي على وجه الخصوص، كما يشعرون بتقصيرها الواضح في دعم المبدعين من الشعراء وتبنّي نشاطاتهم وإصداراتهم. في مقابل إهمال وتجاهل الجهات الثقافية كالأندية الأدبية وجمعية الثقافة والفنون يلحظ المتابع ما يحظى به الشاعر الشعبي من تقدير وإنصاف من رموز الوطن كما رأينا ذلك في مناسبات عديدة من بينها قيام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود –حفظه الله- بزيارة الشاعر الكبير محمد الخس والاطمئنان على صحته أثناء جولته الخليجية الأخيرة، أو تعزيته لأسرة الشاعر المبدع مساعد الرشيدي –رحمه الله- في الأيام الماضية. كما يلمس المتابع بسهولة إنصاف كثير من الجهات الثقافية في الخليج العربي للشاعر السعودي الذي يحضر إبداعه بقوة في أبرز المهرجانات والمتلقيات الشعرية في الخليج وأبرزها: (هلا فبراير) و(ملتقى دبي للشعر الشعبي) و(ملتقى عُمان الشعري)، إضافة لصدور كثير من دواوين شعرائنا المبدعين من خارج السعودية، وتحديداً من دولة الإمارات التي تبنّت بعض الجهات الثقافية فيها مثل: (هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث/أكاديمية الشعر)، و(مبادرة سمو الشيخ حمدان بن محمد آل مكتوم للإبداع الأدبي)، و(مركز سلطان بن زايد للثقافة والإعلام) تبنّت إصدار دواوين كثير من المبدعين الكبار والشباب من أبرزهم: بندر بن سرور وسعد بن جدلان وعبدالله بن عون ومساعد الرشيدي ونايف صقر وهلال المطيري وغيرهم. نتمنى أن يكون إعلان الأستاذ محمد السيف عن إقامة (ليالي الشعر النبطي) فاتحة خير وبداية عهد جديد للاهتمام بالشعر الشعبي، واحتضان مواهب الشعراء المبدعين وتشجيعهم، إلى جانب تكريم الشعراء أصحاب التجارب المختلفة والمميزة من الأحياء أو الراحلين بكافة أشكال التكريم التي يستحقونها. أحمد الناصر الشايع رحمه الله مساعد الرشيدي رحمه الله