عشرون سنة مرت على السعوديين في الألفية الثانية عاشوا فيها وتعايشوا مع أوضاع وتحديات عدة، انتقلوا في بعض سنواتها ما بين النقيض وضده بمرونة ولياقة عالية، استطاعوا فيها امتصاص صدمات مختلفة وحققوا في ذلك إنجازات غير مسبوقة. ولو تأملنا في هذه السنوات بأرقامها المختلفة وتلك المتشابهة لرأينا أن الأرقام صغرت أو كبرت، قلت أو زادت وتضخمت ليست هي المتحكم الأول في مصير المجتمع مثلما هي إرادته! ترى أرقاماً متشابهة بين فئتين مختلفتين لكن نتائجها متباينة مع أنها متشابهة كتابة ولفظاً فما الذي اختلف؟ إرادة الإنسان هي التي اختلفت ولربما ثقافته والأهم من ذلك وعيه بحقيقة هذه الأرقام وتفاصيلها الخفية مهما كبرت أو صغرت فليست هي التي تصنع مصيره بمثل ما يمكن أن تفعله أو تحركه إرادته. الرواسب القديمة التي خلفتها الأرقام السابقة والتي صنعت في أوجها نهضة ولربما طوفانًا هي نفسها التي أحجمت من تحركه وجعلته متردداً ومتشككاً من لياقته العالية كمجتمع ليستطيع أن يمر بأقصى أنواع التمارين ويخوض أقساها دون أن يكل أو يهزم. سحر الأرقام في معادلتها وسلطتها ليس عصياً على السعوديين ليتفوقوا عليها. هذه حقيقة أثبتها السعوديون مؤخراً.