بدأت ملامح أكبر مركز اقتصادي مالي إقليمي لإدارة صناعة الطاقة الشاملة والاستثمارات المتنوعة يتم تشييده على مستوى المدن البتروكيميائية بالعالم في الجبيل الصناعية تتضح بإرساء أضخم القواعد الإنشائية المسلحة لأكبر وأعلى منشأة في المركز التابع لأكبر شركة في العالم للصناعات الكيميائية المتخصصة والبلاستيكيات المبتكرة، «سابك» ويمثل مقرها الرئيس ومجمعها الإداري وأولى ناطحات السحاب في قلعة الصناعة التي تضاهي قمم أبراج مصانعها العملاقة ب28 طابقاً مستهدفاً توفير أفضل الأجواء البيئية الموحدة المحفزة لتلبية متطلبات الطاقة الإنتاجية المتنامية لمصانع «سابك». واستضافت الهيئة الملكية بالجبيل«الرياض» في جولة استطلاعية للمركز الاقتصادي ولاحظنا أن مجمع «سابك» الإداري الجديد يدير أهم قطاعات الشركة الاستراتيجية والتي تدير عملياتها المحلية والدولية منها قطاع تقنية المعلومات، وقطاع الخدمات المشتركة، وقطاع الهندسة والمشاريع والتوظيف وقطاع السلامة والصحة والبيئة والأمن الصناعي لأعمال الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وغيرها من أعمال سابك الاستراتيجية الواسعة منها المشتريات العالمية وسلسلة التوريد، والإسكان والتدريب. ويهيئ المشروع جمع كافة أعمال سابك المنتشرة بالجبيل الصناعية تحت سقف واحد مقارنة بالوضع الحالي حيث توزع الأعمال في ثلاثة مواقع إدارية ضخمة متباعدة سعتها إجمالا نحو ألفي موظف مسببة نوعا من الربكة المرورية في مواقعها ولاسيما في مقر سابك الرئيس الحالي على كورنيش الفنانير، حيث تشهد المنطقة اختناقات مرورية عند بداية ونهاية الدوام لعدم اكتفاء مواقف الموظفين الذين تكتسح سياراتهم مواقف المتنزهين وعائلاتهم على امتداد الكورنيش، لغالبية اليوم حتى عصراً، في حين يخطئ كثير من المتنزهين القادمين من خارج الجبيل الصناعية باعتبار مبنى سابك فندقا سياحيا لموقعه المميز كمعلم على ضفاف الخليج. هذا بخلاف مبنى سابك الضخم الآخر في قلب مركز المدينة التجاري والسياحي الذي لا يختلف عن الأول من حيث عدم كفاية مواقف الموظفين والزوار والذين يزاحمون المتنزهين والمشاة باستخدام المراجعين لمواقف المطاعم المتاخمة للمبنى. تحفة سابك المعمارية الهندسية في مجمعها الإداري الجديد الجاري إنشاؤه حالياً على هيئة قطعة فنية معمارية على مساحة 66,4 ألف م2، تتألف من مبان إدارية ومركز بيانات عالمي ومركز التعلم والتطوير ووسائل الرفاهية والمرافق الملحقة والبنى التحتية ذات الصلة، وقد صممت المنشأة وفقاً لأعلى المعايير المعمارية والهندسية مما يوفر بيئة عمل تعزز مشاركة المعرفة والتفاعل الاجتماعي. وقد جرى ترسية عقد المشتريات والبناء في أكتوبر 2017 ومن المتوقع أن تنجز جميع أعمال البناء بحلول عام 2021. فيما حرصت سابك على أن يتوافق هذا المشروع مع متطلبات شهادة الريادة في تصميمات الطاقة والبيئة الفضية التي يمنحها المجلس الأميركي للأبنية الخضراء، والذي يشجع الاستدامة في تصميم الأبنية وتشييدها وتشغيلها. ويمثل مجمع «سابك» الإداري بأبنيته الهندسية منارة تقنية وابتكار رئيسة في المركز الاقتصادي العالمي الأضخم الذي وضع حجر أساسه الملك سلمان - يحفظه الله - مباركاً إسهامات المركز الاقتصادية المرتقبة الذي تنفذه الهيئة الملكية حالياً في منطقة استراتيجية تعج بالطاقة الكثيفة وتشكل وسطاً تجارياً لصناعة الطاقة العالمية للنفط والغاز والتكرير والبتروكيميائيات والتعدين حيث تضم المنطقة عدد من أهم وأكبر حقول النفط والغاز والمعامل في العالم على امتداد الشريط الساحلي من الجبيل الصناعية إلى رأس الخير وتضم معامل جزيرة «أبوعلي» للكبريت، ومعامل الغاز في واسط ومشاريع الخرسانية والفاضلي ومنطقة عمل ضخمة مساندة للطاقة. ويمثل المركز أيضاً واجهة بحرية عامة ومتنزهات واسعة خضراء بشبكة قطارات وشوارع للمشاة ويضم وحدات تجارية وسكنية توفر لرجال الأعمال والمستثمرين كافة احتياجاتهم فضلاً عن استقطابه للمراكز الترفيهية ومختلف الفعاليات والأنشطة كالمتاحف ومراسي القوارب ومتاجر البيع بالتجزئة، ومن المتوقع أن يجذب استثمارات بقيمة 42 مليار ريال توفر 15 ألف فرصة عمل في المنشآت التجارية والسياحية ويمثل المركز واجهة عصرية ومكاناً مختلفاً للعمل والإقامة والترفيه.