شدا «فنان العرب» محمد عبده مساء أمس على مسرحه بالبوليفارد بالرياض، بحفل «ليلة عراب الطرب» والتي قدم فيها حفلا أسطوريا غير مسبوق، حيث صدح بعدد من أغانيه الخالدة ليجعلها ليلة مختلفة شكلا ومضمونا عن سابقاتها، والتي يخلدها التاريخ ضمن حفلات «شتاء الرياض» و»ليالي الأساطير» التي أطلقتها الهيئة العامة للترفيه، لتكريم أشهر عمالقة الفن والموسيقى بالمملكة في «موسم الرياض» والذي يعد أكبر «مواسم السعودية». وأطل فنان العرب على الجمهور في تمام العاشرة مساء، مفتتحا الحفل بأغنية «حسايف»، ومجموعة أغاني ليختتم عام جمهوره «2019» بشكل جميل، مستشرفا لاستقبال العام الجديد بمزيد من التألق. وتغنى «فنان العرب» بعدد من أغانيه كان أبرزها: «ما هو عادي، المسافة، حسايف، يا أعذب الحب، أنا المولع بها، رذاذ، عذروب»، وشكل ترديده لبعض الأغاني دويتو رائعا شهد صمت محمد عبده للحظات ليستمع إلى جمهوره وهو يتفاعل معه بشكل مثير. وكرمت الهيئة العامة للترفيه «فنان العرب»، نظير جهده وفنه وتاريخه الفني الكبير، ليسجل اسمه كأحد أبرز رواد الأغنية العربية، ومغنيا لكافة مناطق المملكة «أجل نحن الحجاز ونحن نجد»، ليملأ صفحات التاريخ الفني للمملكة مجدا وفخرا على مدى أكثر من خمسة عقود من الإبداع والتميز، حيث مازالت أغانيه الأولى والأخيرة تطرب جيال بعد جيل، ليصبح بهذا العطاء الفني الكبير أكثر فنان عربي إثراء للساحة الفنية العربية. وتأتي ليلة تكريم الفنان محمد عبده استمراراً لمسيرة التكريم الذي حظي به في «موسم الرياض»، وتحديداً في مؤتمر صناع الترفيه، حيث تم إطلاق اسمه على مسرح يتسع لأكثر من «20» ألف شخص في منطقة البوليفارد في الرياض، كما وقع معه معالي المستشار تركي آل الشيخ رئيس الهيئة العامة للترفيه عقدا يتم من خلاله تصوير «100» أغنية بتقنية ال «هولوجرام»، حيث وصفه معالي المستشار بأنه «أحد أهم العقود التي وقَّعها في حياته». هذا وتزيَّنت سماء الرياض، العاصمة السعودية، بصورةٍ للفنان محمد عبده، تكريماً له بهذه المناسبة، كما أُطلقت الألعاب النارية في تمام الساعة 12:00 بعد منتصف الليل معلنةً دخول عام 2020 على أنغام إبداعات فنان العرب، ما جعل الجمهور يعيش ليلةً من ليالي "ألف ليلة وليلة". وكرَّم المهندس فيصل بافرط، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للترفيه، الفنان محمد عبده، تزامناً مع مداخلة هاتفية من المستشار تركي آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة هيئة الترفيه الذي أشاد فيها بالليلة الفنية المميزة، ودور فنان العرب في تطوير الأغنية السعودية، ونشرها في الوطن العربي كافة، بينما ردَّ الفنان محمد عبده من جهته، مؤكداً أن تركي آل الشيخ "رائد الانفتاح الفني والثقافي في السعودية"، كاشفاً أن تقدير رئيس هيئة الترفيه له بتنظيم هذه الليلة الفنية التكريم الحقيقي بالنسبة له. ويعتبر الفنان محمد عبده من أكثر الفنانين غناء للوطن فتجاوزت أغانيه الوطنية «300» أغنية، وهو أول من غنى للمنتخب الوطني السعودي، وأول فنان سعودي يطرح ألبوما وطنيا بعنوان «فوق هام السحب». ولقب الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة، محمد عبده بلقب «فنان العرب»، بعد أن قدم له حفلا في قصره بداية ثمانينيات القرن الماضي، وتوج بالعديد من الجوائز محليا وعربيا وعالميا خلال مسيرته الفنية المتميزة، والعديد من الأوسمة الرفيعة والتكريمات من ملوك وشيوخ ورؤساء الدول الخليجية والعربية، تقديرا لدوره البارز في الارتقاء بمسيرة الفن والأغنية الخليجية والعربية.