لقي إعلان وزارة الثقافة عن إطلاق أول برنامج للابتعاث الثقافي في تاريخ المملكة حفاوة كبيرة من قبل المثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي والفني من الإعلامين والأكاديميين، واعتبروها خطوة كبيرة ستسهم في تشكيل جيل مؤهل أكاديميًا سيكون له أثره البالغ في المشهد الثقافي السعودي خلال السنوات المقبلة. "جيل مثقف" وقدم الموسيقار جميل محمود شكره لسمو وزير الثقافة وكل العاملين بالوزارة على جهودهم في كل ما يسهم في رفعة القطاع الثقافي، وقال: "إن مما يثلج الصدر أن تهتم وزارة الثقافة الموقرة بالنواحي الثقافية في كل المجالات، وخطوة الابتعاث ستخلق جيلًا ثقافيًا متعلمًا يخطط لنفسه ويفيد البلد في مجال الثقافة والفنون والتراث"، متمنيًا التوفيق للقائمين على مثل هذه المشروعات الوطنية، "وأن تتحقق آمال دولتنا العظيمة في رؤية المملكة 2030". "خطوة شجاعة" من جهته، وصف الموسيقار طلال باغر هذه الخطوة بالشجاعة؛ لأنها ستفتح أُفقًا كبيرًا في مجالات الثقافة، وفرصًا كبيرة للشباب والفتيات الراغبين في دخول مجال الثقافة والفنون المختلفة، "وهو ما تشكر عليه وزارة الثقافة؛ لأن هذا البرنامج الطموح سيبني جيلًا جديدًا واعيًا مثقفًا موسيقيًا وفنيًا، ويغطي مساحات ومتطلبات الثقافة والفنون في بلادنا". "فكرة رائدة" وأكد د. عبدالله السفياني عضو مجلس الشورى، أن "التعليم والتأهيل بوابة للتقدم، وكثير من مشاهد التنمية التي يعيشها العالم كانت بسبب الدخول من بوابات العلم المشرعة، لذلك تعد فكرة الابتعاث الثقافي في مستوى مضمونها وأهدافها فكرة رائدة ومميزة بلا شك". وأضاف: "لكي تحقق هذه الخطوة نجاحاتها التي تتطلع لها الوزارة، فإن من المهم مراعاة أن جانبًا كبيرًا من الفنون الإبداعية ركيزتها الأساسية هي الموهبة والملكة الفطرية قبل التعليم؛ لذا أتوقع أن وزارة الثقافة في ابتعاثها في مجال الفنون باختلافها ستراعي أن يكون لدى المبتعثين فيها هذه النزعة الفطرية قبل استثمارها وتنميتها بالتعليم، ولكيلا يصبح البرنامج من أجل إيجاد خريجين متخصصين تعليميًا دون أن يكون لديهم الشغف والحب لهذه الفنون والرغبة في تطوير أدواتهم وأساليبهم فيها، وفي حال اجتمع الشغف والتأهيل سنحصل على نتائج مبهرة". "قوة ناعمة" وأشار د. السفياني إلى أهمية التركيز على الابتعاث في مجال التخطيط الثقافي والتغير الثقافي وصناعة الثقافة والدبلوماسية الثقافية كقوة ناعمة والتسويق الثقافي وبناء الهويات الثقافية وتكوين الصورة الذهنية عنها، ما يساعد وزارة الثقافة مستقبلًا على تمدد برامجها داخليًا وخارجيًا مع متخصصين في بناء الاستراتيجيات الثقافية الوطنية، الذين صنعتهم الوزارة بيديها ليكونوا رواد المرحلة المقبلة". "مبادرة عظيمة" وشارك د. السفياني في الرأي د. سعيد السريحي - أديب وإعلامي مخضرم - معتبرًا هذه المبادرة عظيمة وبوابة للتواصل مع الآخر والانفتاح على ثقافات مختلفة "ويجب أن يشمل هذا البرنامج قطاعات مختلفة على أن يتوخى الدقة في اختيار المبتعثين بحيث يكونوا مؤهلين لتلقي ثقافة الآخر واستيعابها من ناحية والاستفادة منها، كذلك أن تصحب ذلك برامج دقيقة للاستفادة ممن تم ابتعاثهم ليكونوا نافذة لمن لم يحظ بفرصة الابتعاث ويستفيدوا منهم". "منهجية أكاديمية" وأوضح د. حسن النعمي أستاذ السرد والمسرح بجامعة الملك عبدالعزيز، أن هذه الخطوة كبيرة ومنتظرة وتصب في سياق مهم وهو تطوير الفنون وإعادة الاهتمام بها ورؤية المملكة 2030، مضيفًا أن "الفرصة جاءت للبدء بتنفيذ هذا المشروع الحيوي بشكل منهجي وأكاديمي، وهذا هو المطلوب؛ حيث لم يشمل الابتعاث سابقًا المجالات الفنية والثقافية". وقال د. النعمي إنه "منذ الثمانينيات والتسعينيات طالبنا بإنشاء أكاديمية للفنون المسرحية والآن يتحقق الأمر؛ لذلك من المهم وجود رابط بين الوزارة والجامعات للاستفادة من الخبرات في هذا الإطار". "مجالات الابتعاث" يذكر أن برنامج الابتعاث الثقافي، الذي أعلن عنه صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود، وزير الثقافة، سيفتح باب التسجيل في ال19 من يناير المقبل، وسيتيح للطلاب والطالبات السعوديين دراسة التخصصات الثقافية والفنية في أبرز الجامعات العالمية للحصول على درجة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في مجالات متنوعة، منها علم الآثار والتصميم والمتاحف والموسيقى والمسرح وصناعة الأفلام والآداب والفنون البصرية وفنون الطهي، كما سيشمل الطلاب والطالبات السعوديين الدارسين حاليًا على حسابهم الخاص في الخارج في تخصصات ثقافية وفنية. د. عبدالله السفياني د. سعيد السريحي جميل محمود د. حسن النعمي