مخطىء من يعتقد بأن فوز الشباب على الأهلي كان مجرد فوز في الدوري وثلاث نقاط فقط، لأن انتصار "الليث" الذي تحقق جاء في الوقت المناسب، وأمام الخصم الأنسب، سواء من ناحية حساسية وضع الشباب في سلم الترتيب، أو من خلال أهمية أن تكون العودة أمام فريق بحجم وقيمة الأهلي، منافس على لقب الدوري وغريم تقليدي، الفوز أمامه يمنح الفريق بأكمله دفعة معنوية من شأنها أن تعيد "شيخ الأندية" للمسار الصحيح الذي ضلّه خلال الفترة الماضية من خلال اخفاقات وخسائر متتالية، أحدثت داخله هزة فنية، انعكست أيضاً على محبي النادي الذين ضغطوا على الإدارة واللاعبين بشكل كبير. في مباراة الشرطة العراقي ظهر الشباب بثوب مغاير رغم قوة الخصم، واستطاع أن يقطع شوطاً كبيراً نحو حجز مقعد في الدور نصف النهائي من البطولة العربية، إذ اختلف شكل الفريق فنياً ومعنوياً، البعض تحدث عن اختلاف الطموحات محلياً وعربياً، ودور ذلك في تغيّر الشباب نحو الأفضل، لكن الحال استمر في الدوري أمام الأهلي، وخالف الفريق العاصمي كل التوقعات التي كانت تذهب نحو فوز تاريخي للأخضر، قياساً على أحوال الفريقين، والغيابات الكبيرة في صفوف الشباب، لكن ماشاهدناه في الملعب برهن على وجود عمل إداري كبير من الرئيس خالد البلطان ساهم في تهيئة اللاعبين الذين لعبوا بروح قتالية افتقدها الفريق منذ فترة طويلة، ولا يمكن تجاهل دور المدرب الأسباني غارسيا الذي تعامل مع أحوال الفريق وظروفه كما يجب، وقدم درساً تكتيكياً خصوصاً في الجانب الدفاعي. الفوز على الشرطة والأهلي ليس كل شيء، فالشباب مازال بحاجة لعمل فني وإداري كبير خلال المرحلة المقبلة من أجل أن يعود بصورته المعهودة، السيد غارسيا مطالب بتصحيح الإعداد السيء للفريق من الأرجنتيني الميرون، خصوصاً معالجة الضعف اللياقي الواضح، كذلك الإدارة ينتظرها حسم أكثر من ملف مهم، والملف الأبرز هو ذلك الذي يخص التعاقدات المحلية والأجنبية، فالمرحلة الماضية بيّنت بأن الليث يحتاج الى استقطابات في أكثر من خانة، خصوصاً في وسط الملعب والهجوم، ونوعية اللاعبين يجب أن تناسب قوة دورينا، ولابد أن تحسم الإدارة الصفقات باكراً، حتى يتمكن اللاعبون الجدد من التواجد في المعسكر الإعدادي الخارجي. أما عبدالمجيد الصليهم، بحكم أن الإدارة متمسكة بآخر عرض قدمتها له لتجديد عقده، وترفض زيادته، فأتمنى من الصليهم أن يقدم بعضاً من التنازلات، من أجل أن يستمر شبابياً في الفترة المقبلة، كونه لاعباً ينتظره مستقبل كبير، وإذا ما رحل من الشباب قد يفقد كثيراً من المميزات التي كان يتمتع بها، أبرزها نجوميته في الفريق وشارة الكابتنية التي نالها بعد ثقة الإدارة فيه، وحمل شارة القيادة في فريق بحجم "الليث" شرف كبير لأي لاعب وأمر ليس بالسهل. أعلم بأن هنالك من سيرد ويقول "لغة المال" ستحسم الأمور، واتفق مع من يزعم ذلك، لكن في المقابل العرض الشبابي ليس بالضعيف، فالصليهم سيجني اكثر من 13 مليوناً لمدة ثلاثة أعوام، وهو رقم بإمكانه أن يؤمن به مستقبله، ولا يختلف عن الرقم الذي يطلبه إلا بمليون ونصف المليون، مع اختلاف طريقة استلام الدفعات، وهو رقم بإمكان اللاعب أن يضحي به في سبيل استمرار نجوميته وصقلها وضمان عدم اختلاف الأجواء والبيئة إذا ما انتقل لنادٍ آخر، خصوصاً وأنه إذا استمر نجماً تبقى له عقد أو عقدين في الأعوام القادمة، بعكس لو أنه انتقل ولم يوفق في محطته الجديدة!