ركزت iyris الشركة الناشئة في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية «كاوست» على العمل في مجال النوافذ الشمسية، وصبت اهتمامها على الاستجابة للطلب العالمي المتزايد على مصادر الطاقة النظيفة، حيث تنتج الشركة الألواح الضوئية الشمسية الشفافة للمباني والبيوت الزجاجية المستقبلية، من أجل توليد الكهرباء من النوافذ التي يمكن أن تصدّ أيضاً الحرارة، وتُستخدم كمصدر للطاقة. وكان لتسمية الشركة قصة فريدة، حيث تدارس الفريق في البداية عدداً من الأسماء المقترحة المستوحاة من الصحراء، لكنّه توصّل بعد ذلك إلى فكرة القزحية iris، الغشاء الموجود وراء قرنية العين، وانتهى المطاف على اسم iyris، بعد وضع حرف y ضمن الاسم، وهو يكتب في صورة منعكسة عن حرف لامدا ƛ اليوناني، الذي يستخدم كوحدة قياس ل»طول موجة الضوء، ليعبر الاسم عن الإبصار وعن النور في آنٍ واحد. ويتكوّن فريق المؤسسين الشركاء الذي يقف وراء هذا المشروع من أربعة خبراء في الطاقة الشمسية، هم البروفيسورة ديريا باران، والدكتور دانييل براينت، والدكتور نيكولا غاسباريني، والدكتور جويل تروتون. حلم مثير تقول الأستاذة المساعدة في علوم وهندسة المواد في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية البروفيسورة ديريا باران: «إننا نقدم حلولاً قابلة للتطبيق، حلولاً مستدامة ومتجددة لهذه المشكلة الكبيرة، في محاولة إيجاد بدائل خضراء، ونحن في إيرس نركز على أجهزة جمع الطاقة بهدف تحويل ضوء الشمس، وهو مجاني ومتوفر في كل مكان وخاصة في مناطق مثل المملكة العربية السعودية، إلى شكل من أشكال الكهرباء، حيث يعتقد رواد الأعمال اعتقاداً راسخاً أنّ العالم في حاجة ماسّة إلى الطاقة، وهم يحاولون في هذا الصدد تقديم حلول مبتكرة للمملكة العربية السعودية. وأضافت باران أنّ إيرس كانت «حلماً مثيراً للغاية» بدأ في مختبراتها في جامعة الملك عبدالله. وتوضح: «عملتُ مع الفريق على القضايا المتعلقة بالطاقة الشمسية، وتوصلنا إلى فكرة كانت هي الأساس وراء بدء أعمالنا، إذ يمكن للنتائج التي توصلنا إليها أن تكون حلاً قابلاً للتطبيق لمشكلات الطاقة في المستقبل». تقنية شفافة ومن جهته أشار الباحث في مركز الطاقة الشمسية في جامعة الملك عبدالله «كاوست» نيكولا غاسباريني إلى الفرق بين الشركة ومنافسيها: «إنها تقنية شمسية شفافة تختلف عن الخلايا الكهروضوئية التقليدية غير الشفافة، في كون إيرس تتيح لأي نافذة توليد الكهرباء». تكاليف أقل ولفت جويل تروتون إلى قلة تكلفة إيرس مقارنة بباقي الأنظمة، موضحاً: «نظراً لأن إيرس مُضمّنة في غلاف المباني، فإن تكاليف تركيبها أقل بكثير من تكاليف استخدام التقنيات الكهروضوئية التقليدية، وإننا نعمل حالياً بجدّ لتسويق هذه التكنولوجيا، ونتوقع أن تصل إلى السوق خلال بضعة أعوام مقبلة». وأشار إلى أنّ مشروعات مثل إيرس تكتسي أهميّةً للبيئة لأنها سمحت بتوليد الكهرباء، خالية من انبعاثات غازات الدفيئة، تماماً في المكان حيث ستُستخدم فيه الكهرباء وتستهلك. و»بمعنى ما، أصبحت المباني من الخارج هي ذاتها محطة توليد للكهرباء الخاصة بها»، منوهاً بأنّ منتجات الشركة بشكل خاص تستهدف المباني الشاهقة والبيوت الزجاجية الزراعية في المناطق ذات المناخ الدافئ مثل الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. تطوير المشروع وأكّد الرئيس التنفيذي للعمليات في إيرس دانييل براينت على أنّ جامعة الملك عبدالله ساعدت في التطوير الأولي للشركة من خلال توفير المختبرات والمرافق داخل مركز ريادة الأعمال، واستمرت الجامعة في دعم تطوير المشروع. يذكر أن «إيرس» فازت العام الماضي في الجولة الثانية من برنامج تسريع المشروعات والأعمال الناشئة في الجامعات السعودية الذي قدمته جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية بالشراكة مع البنك السعودي البريطاني (ساب)، والذي يحمل اسم «تقدّم»، وحصلت مؤخراً على تمويل أوّلي لبدء مرحلة تطوير المنتجات.