عاد فريق الهلال من رحلته في مونديال الأندية بعد أن سجّل مشاركةً لافتةً وحقق مركزاً متقدماً بحلوله في المركز الرابع عالمياً، هذا المركز لم يرُق لبعض مناصريه الذين طمعوا في مركزٍ أفضل بعد المستوى المبهر الذي قدمه أمام الترجي التونسي وفلامينجو البرازيلي القوي، ما رفع من سقف طموحاتهم، وقد كان بالإمكان فعلاً تحقيق هذا بيد أن الغيابات القسرية لأهم أدواته في منطقة المناورة تحديداً والإرهاق الذي تعرض له الفريق أضرا به وقضيا على آماله في محاولة بلوغ النهائي أو على الأقل تحقيق البرونزية، ورغم ذلك فقد سطَّر الهلال اسمه بأحرف من ذهب في هذه البطولة بأدائه القوي ومستواه المتميز؛ حيث قارع فرقا عريقة ذات باع طويلة في كرة القدم، وكاد يتغلب عليها لولا سوء الطالع، خاصةً في مباراته أمام مونتيري المكسيكي بطل الكونكاكاف. ثمة أمر مهم يجب علينا - نحن الجماهير - أن نقتنع به ونضعه في الحسبان عند مشاركة أنديتنا في بطولات كهذه، وهو أن إمكانات الفرق لدينا في المنطقة لا توازي نظيراتها في الدول المتقدمة كروياً، فالرتم العالي الذي تلعب به فرق أوروبا وأميركا اللاتينية لا يمكن مجاراته في ظل الاحترافية الناقصة لدينا كذلك النفس الطويل واللياقة المذهلة والكتل العضلية للاعبيهم لا يمكن مقارنتها بلاعبينا، وبالتالي تظهر الفوارق الكبيرة بيننا وبينهم جليةً بدنياً وجسمانياً ولياقياً، ووفق هذه المعايير فلا يمكن المطالبة بأكثر مما تحقق.! قد تحدث مفاجأة وينتصر فريق من فرقنا العربية كما فعل العين الإماراتي عندما تغلب على ريفر بلايت الأرجنتيني، ولكن تبقى حالة استثنائية والاستثناء لا حكم له إنما الحكم على الغالب. الأهم لدى الهلاليين والمنجز الذي سعوا لتحقيقه منذ عقدٍ ونيّف قد تحقق وهو الحصول على دوري أبطال آسيا؛ لذلك يجب عليهم عدم الاكتراث بمن يحاول تشويه هذا الانتصار الكبير والتاريخي وعدم الالتفات لهم، ولا غرو أن مناوئيه يحاولون خدش مشاركته في مونديال الأندية والتندر منها، كيف لا وهو لم يُبقِ لهم منجزاً حتى يفاخروا به أمامه أو يجاروه من خلاله، فقد بلغ منزلةً لا يمكن مضاهاتها وأمسك المجد من طرفيه وحقق جميع البطولات التي شارك فيها وبمختلف مسمياتها في إنجازٍ أقربُ للإعجاز. ما يُميز الهلال طوال مسيرته هو عدم الركون لما يُحقق من بطولات وانتصارات، فتجده ما أن يُنهي مُنجزاً إلا ويطمح بالذي يليه، طموحه لا يتوقف عند بطولة نالها أو مشاركة حققها، بل لسان حاله يقول: هل من مزيد؟! لذلك لا خوف على الفريق في الأيام المقبلة، ولن نُملي على إدارة الرزين الرصين الوقور ابن نافل ما يفعله فهو من جلب الآسيوية - بعد توفيق الله - والأكثر معرفة ودراية باحتياجات فريقه، وهو قادر على إكمال المسيرة المظفرة بكل نجاح واقتدار. * وقفة احتل الهلال السعودي المركز ال16 على مستوى أكثر الفرق في العالم تحقيقاً للألقاب القارية برصيد سبع بطولات، ليكون الهلال الفريق الآسيوي الوحيد في قائمة الفرق العشرين الأكثر فوزاً بألقاب قارية على مستوى العالم.