أفاد تقرير إخباري عراقي الأربعاء باعتذار قصي السهيل عن تكليفه برئاسة الحكومة العراقية. ونشر موقع السومرية نيوز صورة لوثيقة قال أنها صادرة من مرشح تحالف البناء لرئاسة الوزراء قصي السهيل تتضمن اعتذاره عن التكليف برئاسة الوزراء. وجاء في نص الوثيقة: «الإخوة في تحالف البناء، أثمن عالياً ترشيحكم لنا باعتباركم الكتلة الأكبر، ولكون الظروف غير مواتية ومهيأة حسب تقديرنا لمثل هذا التكليف، أرجو تفضلكم بالموافقة على قبول اعتذاري عنه، راجياً لكم التوفيق في اختيار من ترونه مناسباً بديلاً عنا». بدورها، أعلنت ساحات التظاهر صباح الأربعاء رفضها ترشيح أسعد العيداني من قبل تحالف البناء لتشكيل الحكومة الجديدة. ويعد العيداني آخر اسم في قائمة ضمت كلاً من محمد شياع السواني وعزة الشابندر وابراهيم بحر العلوم وقصي السهيل وعبدالحسين عبطان الذين تم رفضهم جميعاً من قبل المتظاهرين. ميدانياً، شيع المئات في جنوبالعراق الأربعاء ناشطاً توفي متأثراً بجروح أصيب بها قبل عشرة أيام في انفجار سيارته، بينما قام محتجون ليلاً بعيد إعلان وفاته بإحراق مقرين لفصيلين مواليين لإيران، بحسب ما أفاد مراسل وكالة الأنباء الفرنسية. والتحق ثائر الطيب الناشط المعروف في الديوانية بالحراك الشعبي قبل ثلاثة أشهر في ساحة التحرير بوسط بغداد. وفي 15 ديسمبر، وخلال زيارة مع ناشط آخر يدعى علي المدني إلى مدينته، أصيب الرجلان بجروح في انفجار سيارة الطيب. ومساء الثلاثاء، وبمجرد إعلان وفاة الطيب، هرع محتجون إلى مقري منظمة بدر، التي يتزعمها هادي العامري، وعصائب أهل الحق. وكانت واشنطن فرضت عقوبات بداية ديسمبر الحالي على الأمين العام لعصائب أهل الحق قيس الخزعلي، خصوصاً بتهم خطف، وقتل، وتعذيب. وشارك المئات من المحتجين الأربعاء في تشييع الطيب، وحملوا نعشه تحت علم عراقي كبير. ويواصل المتظاهرون تحركاتهم رغم حملات الترهيب والخطف والاغتيالات التي تقوم بها ميليشيات وفق الأممالمتحدة. ومساء الثلاثاء أيضاً، نجا الممثل العراقي الساخر أوس فاضل من محاولة اغتيال، بعدما أصابت ثلاث رصاصات سيارته من دون أن يتعرض هو لإصابة، ونشر فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر آثار الرصاص على سيارته. وفي مقطع فيديو آخر، قال فاضل إنهم يستهدفون أولئك الذين يدعمون الثورة لإسكاتهم، لكننا نواصل ثورتنا، لقد حققنا بالفعل هدفاً، وصوت البرلمان لصالح الاقتراع الفردي. ويطالب العراقيون المحتجون منذ الأول من أكتوبر بتغيير النظام السياسي الذي أرساه الأميركيون عقب إطاحة صدام حسين في العام 2003، وتسيطر طهران على مفاصله اليوم. وتبدو السلطة مشلولة اليوم، خصوصاً لعدم قدرتها على تسمية رئيس وزراء في المهل الدستورية، وسط تخوف من عودة العنف إلى الشارع. وعن إحصائيات التظاهرات، أعلنت المفوضية العليا لحقوق الانسان في العراق الاربعاء مقتل 489 متظاهراً وإصابة أكثر من 27 ألفاً آخرين في المظاهرات. وقال الدكتور علي البياتي لوكالة الأنباء الألمانية: «عدد الضحايا للمظاهرات الاحتجاجية منذ انطلاقها وحتى الأربعاء بلغ 489 قتيلاً وأكثر من 27 ألف مصاب». وأشار إلى أن عدد المعتقلين بلغ 2807، تم إطلاق سراح غالبيتهم ولم يتبق سوى 107 متظاهرين رهن الاعتقال. وأضاف، عدد المختطفين من الناشطين المدنيين في ساحات التظاهر بلغ 77 ناشطا مدنيا تم إطلاق سراح 12 منهم فيما قتل 33 ناشطا مدنياً.