قبل 14 شهراً كانت قنصلية المملكة في إسطنبول محط أنظار العالم، وسط ترقب من المناوئين للمملكة بأنها لن تفي بما وعدت به من إجراء محاكمة لمن يثبت تورطه في مقتل المواطن جمال خاشقجي بشكل شفاف ونزيه. إلا أن صباح الاثنين 23 ديسمبر 2019 كان صادماً لهم حيث أعلنت النيابة العامة بالمملكة صدور أحكام ابتدائية بالقتل لخمسة أشخاص والسجن لثلاثة آخرين تورطوا في جريمة قتل المواطن جمال خاشقجي -رحمه الله-. حسن النوايا السعودية احترمها العالم ووقف العالم منبهراً لصدق نوايا المملكة فجميع جلسات المحاكمات العشر كان أبناء جمال خاشقجي متواجدين يتابعون سير المحاكمات والنطق بالحكم ليس ذلك فحسب، بل وجود موفدين وممثلين أتراك وممثلي سفارات الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن يتابعون سير المحاكمات، في حين ظهرت لنا تركيا تقول إن المحاكمات لم تسر بشكل عادل وتشكك في نزاهة القضاء السعودي عبر بوقها الإعلامي قناة "الجزيرة"، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية، حامي أقصوي، إن القرار الصادر عن القضاء السعودي، بعيد عن تلبية التطلعات. إحباط المتاجرة بدم "خاشقجي" والجلسات مفتوحة وأحبطت المملكة مساعي المتاجرة بدم المواطن السعودي جمال خاشقجي، وأوفت بوعودها بإجراء محاكمة عادلة للمتهمين في قضية مقتله بعد أن حاول كثير من الأطراف الإقليمية والدولية استغلالها للإساءة إلى المملكة وقيادتها ودورها المحوري في المنطقة. وحيدت النيابة العامة المزاعم بعدم فتح المجال لوسائل الإعلام العالمية بالحضور، حيث أكدت أن المكان مفتوح لمن يريد متابعة سير الجلسات من المهتمين في هذا الشأن وهو ما حصل بالفعل. وقال مسؤول أميركي، إن الأحكام "خطوة مهمة" في محاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة، مضيفاً المسؤول الذي نقلت عنه "رويترز" دون أن تسميه، أن الولاياتالمتحدة الأميركية تشجع السعودية على مواصلة عملية قضائية تتسم بالنزاهة والشفافية وأن المحاكمات هي جزء من عملية قضائية مستمرة. الأحكام تعكس التزام المملكة بمبادئ القانون وأكد قانونيون، أن الأحكام الصادرة بحق المتهمين تعكس التزام المملكة بمبادئ القانون، في الوقت الذي شددوا بأن المملكة نفذت القانون بشفافية ونزاهة ولا يمكن لأحد أن يفلت من العقاب كائناً من كان. وقالوا في حديثهم ل"الرياض": إن محاكمة المتهمين حظيت بإشادة عربية وعالمية، من خلال الإجراءات التي تتخذها المملكة للقضية بعيداً عن التسييس والمزايدات، وما قامت به من جلسات مطولة وبحضور مقربين من القتيل وممثلي الجهات القانونية في المملكة. عدالة وإنصاف وأكد المحامية بيان زهران، أن الحكم الابتدائي الصادر على المتهمين بشأن قضية مقتل جمال خاشقجي وما أكدته النيابة العامة، يعكس النزاهة التامة للقضاء وكفالة العدالة والإنصاف، ويوضح حسن سير العدالة وعدم الإفلات من العقاب، وهي مبادئ منصوص عليها في أنظمة المملكة وفي مقدمتها النظام الأساسي للحكم. وقالت: جاء الحكم الابتدائي ليؤكد ما أكد عليه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- بشأن من اشترك في الجريمة سيأخذ جزاءه الشرعي وينال العقاب. وبينت أن الأحكام الصادرة من المحكمة الجزئية بحق المتهمين تعتبر حكماً ابتدائياً غير قطعي، وقابلاً للاستئناف كما هو معمول به في نظام التقاضي في المملكة، كما أن المملكة من خلال تلك الأحكام الشرعية تثبت لكل من سعى للمتاجرة واستغلال قضية جمال خاشقجي عبر وسائل الإعلام وغيرها أصول المحاكمات العادلة، وهذه المحاكمات تلجم كل من يحاول النيل من مكانة القضاء والعدالة السعودية. بيان الحكم يحظى بإشادة دولية وأفاد المحامي والمستشار القانوني حسين آل سنان، أن الإجراءات التي اتخذتها المملكة في القضية صحيحة، وما مرت به القضية من جلسات ومداولات تكفي للرد على التهم وأيضاً الدفوعات التي عادة يقدمها المتهمون؛ ما جعل بيان الحكم في هذه القضية يحظى بإشادة دولية، ويلجم كل من يحاول المساس بأمن المملكة أو نزاهة قضائها، مبيناً أن مثل هذه القضايا تكون ذات شقين، حق خاص لأهل المجني عليه، وحق عام وهو حق الدولة في مثل هذه الجرائم البشعة، وقد صدر الحكم وفي إطار مدة الاستئناف والتي بعدها يكون قطعياً ونافذاً. حملة مغرضة طوال سير القضية وأشارت المحامية ديمة الشريف، إلى أن المملكة شهدت حملة مغرضة متواصلة من بعض الدول والقنوات المحسوبة على الأنظمة والتنظيمات الإرهابية طوال فترة سير قضية المواطن جمال خاشقجي -رحمه الله-، ولكن ذلك لم يؤثر على سير القضية ومسارها العدلي، حيث إن التحقيقات أخذت مجراها ومن ثم تمت إحالة المتهمين إلى القضاء الذي يتولى الفصل في تلك القضية، ومن ثم بعد عدد من الجلسات بدأت بتلاوة التهم على المتهمين ومن ثم المداولات التي تعقدها إلى أن وصلت إلى نطق الحكم الابتدائي، والذي ألجم كل حاقد على هذا البلد، وهذا ليس بغريب فنحن في بلد الشرع والعدل، لافتة إلى هذه الأحكام تسلط الضوء على جهود القضاء السعودي في تطبيق درجات التقاضي كأحد أهم الضمانات القضائية التي تكفل حق كل فرد. القضاء السعودي لم يستغرق وقتاً طويلاً فيما أكد مغردون أن القضاء السعودي لم يستغرق وقتاً طويلاً كي تعلن نتائج وأحكام قضية خاشقجي، مستشهدين بالعديد من القضايا في العام 2018 لم يتم التوصل إلى حل لها في عدد من الدول ومازالت معلقة، فقضية اغتيال الصحفي السلوفاكي يان كويسا، برفقة زوجته، لم تظهر نتائج التحقيق حتى الآن، وقضية الصحفية المالطية دافني غاروانا غاليزا، التي نشرت وثائق بنما انفجرت قنبلة بسيارتها، والسلطات المالطية لم تقبض على الجناة، والصحفية والمذيعة البلغارية فيكتوريا مارينوفا، قتلت ضرباً وخنقاً، والمحققون البلغاريون لم يتوصلوا لأدلة، وكذلك الصحفي والمدون المستقل زاك ستونر، قتل بالرصاص في مدينة شيكاغو، والسلطات الأميركية عجزت عن حل القضية. ديمة الشريف حسين آل سنان