استدعى الرئيس اللبناني ميشال عون مساء اليوم الخميس، بعد انتهاء الاستشارات، الوزير السابق والأستاذ الجامعي حسان دياب، لتكليفه تشكيل حكومة، بعد أكثر من شهر ونصف على استقالة الحكومة السابقة على وقع غضب الشارع. وأعلنت المديرية العامة لرئاسة الجمهورية في بيان "بعد أن أجرى فخامة رئيس الجمهورية الاستشارات النيابية الملزمة، وبعد أن تشاور مع دولة رئيس مجلس النواب وأطلعه على نتائجها رسمياً، استدعى فخامة الرئيس، معالي الأستاذ حسن دياب لتكليفه تشكيل الحكومة". وبعد وقت قصير، وصل دياب الى القصر الرئاسي حيث اجتمع مع رئيس الجمهورية ورئيس البرلمان نبيه بري. ومن المقرر أن يلقي كلمة يحدد فيها موقفه من التكليف. ونال دياب، وهو شخصية مستقلة لا ينتمي إلى أي حزب، تأييد 69 نائباً من النواب الذين شاركوا في الاستشارات، غالبيتهم من كتل حزب الله وحلفائه، لا سيما التيار الوطني الحر، حزب عون، وحركة أمل التي يتزعمها بري. وغالباً ما يمتنع حزب الله عن تسمية رئيس للحكومة، ما يشير إلى دعمه الكامل لتكليف دياب. وحجب رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري ونواب تيار المستقبل الذي يتزعمه، الكتلة السنية الأبرز في البرلمان، أصواتهم عن دياب، وكذلك فعل رئيسا الحكومة السابقين نجيب ميقاتي وتمام سلام مبدين اعتراضهما على تسمية "سقطت بالمظلة". ويأتي تكليف دياب، الأستاذ الجامعي في هندسة الاتصالات والكومبيوتر ونائب رئيس الجامعة الأميركية في بيروت، على وقع أزمة سياسية حادة في لبنان وانهيار اقتصادي ومالي متسارع يثير غضب اللبنانيين الذين يتظاهرون منذ شهرين ضد السلطة السياسية ويطالبون برحيلها مجتمعة. ولا يعني تكليف دياب بتشكيل الحكومة أن ولادتها ستكون سهلة في بلد يقوم نظامه على المحاصصة الطائفية والسياسية. وعادة ما يستغرق تشكيل الحكومة أشهراً عدة للتوافق على تقاسم الحصص بين مكوناتها.