كلّف الرئيس اللبناني ميشال عون، مساء أمس الخميس، حسان دياب برئاسة الحكومة في البلاد خلفاً للرئيس المستقيل سعد الحريري، وذلك بعد أن انتهت الاستشارات النيابية في القصر الجمهوري ب69 صوتاً لصالح دياب. وعلى الرغم من أن رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان سعد الحريري، أسقط ورقة بيضاء دون أن يسمي أحداً لرئاسة الحكومة، وصلت حصيلة الاستشارات النيابية إلى 69 صوتاً لصالح حسان دياب، و13 صوتاً لنواف سلام، وصوت واحد لحليمة قعقور، فيما فضل 42 نائبا عدم تسمية أحد. وفي وقت سابق أمس، وبعد انتهاء الاستشارات، استدعى الرئيس اللبناني ميشال عون الوزير السابق حسان دياب، لتكليفه تشكيل حكومة وفي بيان، أعلنت المديرية العامة لرئاسة الجمهورية أنه بعد أن أجرى عون «الاستشارات النيابية الملزمة، وبعد أن تشاور مع رئيس مجلس النواب، وأطلعه على نتائجها رسميا، استدعى حسان دياب لتكليفه تشكيل الحكومة». ونال دياب، وهو شخصية مستقلة لا ينتمي إلى أي حزب، تأييد 69 نائبا من النواب الذين شاركوا في الاستشارات، غالبيتهم من كتل حزب الله وحلفائه، لا سيما التيار الوطني الحر، حزب عون، وحركة أمل التي يتزعمها بري. وفي كلمة ألقاها موجهاً حديثه للشعب اللبناني بعد لقائه رئيسي الجمهورية ميشال عون والبرلمان نبيه بري في القصر الرئاسي، قال دياب «إنني ومن موقعي كمستقل أتوجه إليكم بصدق وشفافية، أنتم الذي عبرتم عن وطنكم ووجعكم، لأؤكد أن انتفاضتكم أعادت تصويب الحياة السياسية»، مضيفاً «أشعر أن انتفاضتكم تمثلني كما تمثل كل الذين يرغبون بقيام دولة حقيقية في لبنان». وحسان دياب، (60 عاماً) هو أستاذ جامعي لديه تجربة سياسية قصيرة جداً، لا ينتمي الى أي حزب سياسي. وخاض غمار السياسة المرة الأولى في عام 2011 وزيراً للتربية بعد إطاحة حزب الله بحكومة سعد الحريري آنذاك، في خضم أزمة سياسية حادة. والمفارقة أنه يعود اليوم ليرأس الحكومة غداة إعلان الحريري عزوفه عن ترؤس الحكومة مجدداً. ويأتي تكليف دياب، الأستاذ الجامعي في هندسة الاتصالات والكومبيوتر ونائب رئيس الجامعة الأمريكية في بيروت، على وقع أزمة سياسية حادة في لبنان وانهيار اقتصادي ومالي متسارع يثير غضب اللبنانيين الذين يتظاهرون منذ أكثر من شهرين ضد السلطة السياسية. وليس لدياب، وهو شخصية مستقلة، إطلالات إعلامية أو تصريحات سياسية في وسائل الإعلام في السنوات الأخيرة. ومنذ بدء التظاهرات غير المسبوقة التي شهدتها مدناً عدة من الشمال حتى الجنوب مروراً بالعاصمة، تكاد مواقفه العلنية تقتصر على تغريدة واحدة، نشرها في 20 أكتوبر الماضي. وكتب حينها «في مشهد تاريخي مهيب، انبرى الشعب اللبناني موحداً للدفاع عن حقه في حياة حرة كريمة من بيئة وصحة وتعليم وعمل شريف. له تنحني الهامات وترفع الدعوات بغد أفضل ينعم المواطنون فيه بكامل حقوقهم». ويتحدر دياب ذو القامة الطويلة من بيروت وهو أب لثلاثة أولاد. ويحظى بخبرة أكاديمية طويلة، منذ التحاقه بالجامعة الأمريكية في بيروت في عام 1985، مدرساً وباحثاً وصولاً إلى توليه مسؤوليات إدارية آخرها نائب رئيس الجامعة، بخلاف تجربته السياسية التي خاضها على وقع انقسام سياسي كبير بين العامين 2011 و2014.