لقد كان للتنظيم الجديد الذي أصدره خادم الحرمين الشريفين بدمج الأجهزة الرقابية في جهاز واحد أثر كبير للقضاء على الفساد ومكافحة أنواعه وأشكاله وبما يعزز سيادة القانون حيث ستعمل الهيئة الجديدة وفق التنظيم لتقضي على كافة العوائق التي كانت تقف أمام مجابهة قضايا الفساد كسرعة الضبط ومباشرة التحقيق وعمليات الاستدلال الجنائية وإعادة الأموال المسروقة حتى لو تم تهريبها خارج المملكة. كما يعزز هذا التنظيم الجديد من إمكانات وقدرات القضاء على الفساد في جميع مراحل القضايا الجنائية، وكذلك سرعة العمل في تحديد نوعية الأدلة المطلوبة وكيفية الوصول إلى إدانة المتهم بالفساد أمام القضاء وتحصين المال العام والمحافظة على حرمته من خلال استعادته. هذا التنظيم يؤكّد عدم التهاون مع أي خائن أو معتدٍ على المال العام ونتطلع إلى أن يقضي هذا التنظيم على الفساد الإداري والمالي الذي يعد آفة الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي، نحن نعرف أن الفساد يقتل الإنتاجية ويعطل العمل، الفساد يقتل الطموح والإبداع لدى الإنسان الإداري ويعرقل المواطن المخلص لذا نأمل أن يقضي هذا التنظيم على أصحاب النفوس الضعيفة الذين يسلبون الأموال وحقوق المجتمع وأن يقضي على العلاقات الشخصية التي هي الأساس في الحصول على الخدمات والسلع بالطرق غير الشرعية والأنظمة المعمول بها.. هذا التنظيم بحول الله سوف يصحح الانحراف في تطبيق القوانين والأنظمة التي وضعت من أجل تقديم الخدمات العامه للناس بالسواسيه والعدل. نتعشم من هذا التنظيم تحديث وتطوير الأجهزة لتكون واضحة وسهلة ومرنة لتقديم ما هو مطلوب كما يتطلب وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، ووضع السياسات والاستراتيجيات التي يتم من خلالها تقديم الخدمات المطلوبة. إن الفساد الإداري والمالي لا يقبله دين ولا عرف ولا نظام في الدنيا بأكملها، هناك فئات في مجتمعنا أصبح هذا العمل من سلوكياتهم وأخلاقهم هذا السلوك وهذه الأخلاق إنذار خطير يهدد الوحدة الوطنية والتلاحم الاجتماعي الذي يسود مجتمعنا كمجتمع إسلامي نظيف مجتمع يستمد قوانينه وأنظمته من قاعدة فقهية وهي العدل والإنصاف الذي حملها لنا ديننا الحنيف ومبادئنا الإسلامية التي يجب أن نعتز بها ونتشرف بأن نجعلها في عقولنا ونطبقها على أرض الواقع. لقد وضعت الدولة يدها على هذا الجرح العميق بإيجاد هذا التنظيم والترتيب لمكافحة الفساد الإداري والمالي للقضاء على هذه الآفة وتتطلع إلى أن تقوم هذه الهيئة الفتية بواجبها لاستئصال الفساد من جذوره.