من سمات رجاحة العقل "الاستشارة"، والاستشارة تُطلب من أهل الخبرة والدين والخلق، ولا يمنع الاستشارة منصبٌ ولا جاه ولا سلطان؛ فالنبي - صلى الله عليه وسلم - وهو خير البشر وهو مؤيَّد بالوحي كان كثير الاستشارة، وطالما قال لأصحابه: "أشيروا عليَّ". الأناة دأب العاقل الراشد، والعجلة والتهور هو دأب خفيف العقل صغير سن قليل خبرة، الأناة خلق يحبه الله ورسوله، صح في مسلم أنه - صلى الله عليه وسلم - قال لأشج عبد القيس: "إن فيك لخصلتين يحبهما الله؛ الحلم والأناة"، تبحث القمة الخليجية بالرياض عدداً من الموضوعات والقضايا والتي من شأنها تعزيز مسيرة التعاون والتكامل بين الدول الأعضاء في مختلف المجالات السياسية والدفاعية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية، إلى جانب طرح التطورات السياسية الإقليمية والدولية وانعكاس الأوضاع الأمنية في المنطقة على دول المجلس..، إن مجلس التعاون تعبير عن تلاقي إرادة وطموحات القادة مع آمال شعوب دول المجلس في إنشاء منظومة أساسها التعاون والتوافق على سياسات ومواقف تعزز أمن واستقرار المنطقة، وتسهم في دفع عجلة التنمية الشاملة لتحقيق الاستقرار والنماء والرخاء لبلداننا والسعادة لشعوبنا، وإقامة علاقات صادقة تستمد مبادئها من ديننا الحنيف والمواثيق الدولية، والنظام الأساسي لمجلس التعاون، والاحترام المتبادل ويدعم المصلحة المشتركة والتعاون والشراكة، وعلى انتظام عقد القمم الخليجية؛ حفاظاً على منظومة مجلس التعاون التي أكدت الأيام والأحداث أنها منظومة متماسكة قادرة على تجاوز الصعوبات. جهود خادم الحرمين الشريفين - نصره الله - واضحة مع إخوته قادة مجلس التعاون الخليجي.. بروح الأمل والتصميم تأهبت الرياض لاستضافة قمة دول مجلس التعاون وعلى قاعدة المسؤولية الخليجية والعربية والإسلامية تجاه ما يكتنف المنطقة من أحداث متلاحقة، تمضي المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - في سعيها الدؤوب لتوحيد المواقف.