ما في هذه المساحة ليس للنقاش؛ بل هو رأي ربما يقبل الصواب أو غيره. هنا سأتحدث عن المكائن البشرية؛ فهم بالنسبة لي أسوأ ما قد تقابله أيها المبدع أو المفكر. هذه النوعية من الناس ليس لديها وقت للاستماع إلى أفكارك؛ حيث إن المكائن البشرية هي أكبر محارب للابتكار والإبداع، فهم لا يعرفون إلا طريق (الرايح جاي)، ولا يرغبون في النظر بجانبيه، ولا خلفه ولا أمامه أو التوقع ماذا سيصادفهم. هذا الأحمق (ترمنيتر) لا يتوافق مع عصره الحالي، يعمل وينظر إلى كل من حوله بأنهم أدوات، ويظهر ذلك جليًا في أن منتجاته لا طعم ولا رائحة لها، وتتشابه في كل شيء. الرجل (ترمنيتر) هو مدمر للفكر، ويختلف مع مقولات الفلاسفة التي تدعو إلى إعمال التفكير، والنظر بعيدًا، وقراءة الواقع والتعايش معه وإيجاد حلول للمشكلات. هنا يقول العالم الألماني ألبرت آينشتاين: "يستطيع أي أحمقٍ جَعل الأشياء تبدو أكبر وأعقد"، ويؤكد في مقولة أخرى أن الإنسان الذي لم يخطئ لم يجرب شيئًا جديدًا، كما يدعو آينشتاين إلى التفكير ويقول: "إن الخيال أكثر أهمية من المعرفة، فهو يحيط بالعالم". لا يتوقف هذا الجهبذ عن تحريض الإنسان على التفكير فيقول: "التعليم المدرسي سيجلب لك وظيفة، أما التعليم الذاتي فسيجلب لك عقلاً". أيها الرجل ال (ترمنيتر) هذا العصر ليس بعصرك، ولا تستطيع العيش فيه ولا تفهم واقعه، أتمنى أن تتخلى عن قناعاتك وتقف بعيدًا عن تدمير الأفكار الجيدة، فهي ترسم الأفق بشكل لا تراه أنت وتحجبه عنا بفكرك الظلامي. يا (ترمنيتر) أنت تنظر فقط إلى أسفل قدميك، ولا ترى أبعد من أرنبة أنفك. سيأتي من سيكون مثل سارة كونور في فيلم (ذا تيرميناتور) وسيسحقك بطريقة إبداعية، ويضيء ظلام فكرك، ولن يبقى في الأفق سوى تاريخ حقبة اغتيالك للإبداع والتفكير، وستكتشف لاحقًا أن النظر إلى الأفق أو خارج الصندوق جميل، لكنك لم تستطع الاستمتاع بذلك. لكل زمان رجال .. وهنا يظهر القائد العصري أو الجديد كما يسمى، وله سمات وصفات أبرزها تقبله لأفكار الآخرين حتى لو كانوا أقل منه درجة أو علمًا، وهو يفتح الأفق لأفكار جديدة وحلول بديلة تُعد أمرًا أساسيًا لكي يكون المرء قائدًا ناجحًا ومثاليًا، كما أن من أهم صفاته أن يكون عالمًا اجتماعيًا ماهرًا، وأن يجمع الفن الإداري كله في تميزه بالإصغاء للموظفين، ويتمتع بخلق علاقات عمل قوية تربطه بمن حوله، وسيكون ماهرًا في احتواء غضب حوله، ويرسم الفرح على وجه من يستحق، ويعمل على تسهيل العقبات التي تعرض فريقه، وذلك من خلال ورش عمل نفسية وابتكارية للموظفين تعزز قدراتهم العملية، تمنحهم الضوء الأخضر لتقديم كل ما هو مفيد وجديد في مجالات عملهم. ومن هنا أطالب كل من يعمل في بيئة (ترمنيترية) بأن لا يسمح للجدران تحبس أفكاره، وألا تجعل مديرك الماكينة البشرية يسلبك التفكير، أو أن تسمح له بإيقاف إبداعك، حاول أن تروض ال (ترمنيتر) واطرح عليه فكرة التغيير سيرفضها في المرة الأولى، لكن استمر وحاول معه مجددًا، سيكتشف أنك في الطريق الصحيح، سيكون الأمر صادمًا له في بادئ الأمر؛ لأن ما تقوم به يتجاوز إدراكه ووعيه القديم. حاول معه أكثر من مرة واستعرض له التجارب التي نجحت فيها، وأخبره كيف سينظر له الآخرون لو طبق ما عرضته عليه، وتأكد بأن تركه في ضلاله القديم هي الطريقة المثلى لكي تستمر أنت في نجاحك الشخصي.