كاد أن يخرج قلبي من بين أضلعي وأنا أستمع للمعلق الأنيق فهد العتيبي وهو يردد "الهلال بطل لدوري أبطال آسيا" لتعود بي ذاكرة قلبي بعدما رددت عبارات الثناء والحمد لصورة تاريخية يقف فيها مؤسس الهلال عبدالرحمن بن سعيد -غفر الله- له أمام مبنى نادي الهلال القديم الذي يكتسيه الطين من الخارج ويعمره الطيب من الداخل. أستذكرت دمعة الثنيان على المنصة أمام جوبيليو الياباني وجموح الجابر الذي زرع العزيمة في قلوب الهلاليين، تذكرت شقيقي الأصغر عبدالرحمن الذي كان يرتدي في طفولته الفنيلة الزرقاء ويشعر حينها بأنه يرتدي بدلة طبيب "كما ذكر لي" وكأني به عند ارتدائها وصل لمرتبة أعلى من أقرانه وهو كذلك، قبل أن يكبر ويصبح طبيبًا ليضيف الجمال إلى جمال تشجيعه للهلال، ابتسمت فرحاً وأنا أرى صرخة الشلهوب ومن حينها وأنا أكتب سطراً وأمحو سطراً لعجزي عن شرح ما يجول في مهجتي من فرح عارم لو وزعته ككبسولات على الفقراء لأصبحوا في قمة الشعور بالثراء، تذكرت قدرة الله وهو يعوض الهلاليين ببطولة النقاء والحلم بعدما صبروا على ضياع الدوري "الاستثنائي" وبطولات عديدة بعدما لعبوا "11" مباراة في شهر واحد في سابقة لم ولن تحدث في الدوري الأثيوبي، تذكرت الظلم الفاضح الذي تعرض له الهلال في نهائي 2014 م وكيف أن الحكم السعودي المبعد مطرف القحطاني يمتدح ذاك الحكم، اليوم كيف الضغط يا مطرف!! وكيف أن أحدهم ظهر في حديث "مسلي" يبعد تهمة الظلم عن ذاك الحكم؛ ليأتي الهلال ويحقق البطولة الأكمل أمام أعينهم، ضحكت كثيرًا وأنا أشاهد إدارات النصر والأهلي، والاتحاد "يتهربون" من المباركة للهلال خوفًا من جماهيرهم وخجلاً من عملهم، وكأن هذا الهلال الذي بارك له رؤساء الدول وعليه القوم ينتظر مباركة من قطبي جدة اللذين تذوقا طعم الثلاثية والرباعية في نفس النسخة من العنفوان الهلالي، أو من النصر الذي يحقق البطولات الداخلية "بطلوع الروح" ويعجز عن تحقيق بطولة خارجية يعادل فيها رقم الاتفاق الذي يتفوق عليه خارجياً في عدد البطولات!! وإن كان هناك بعض العتب على إدارة الاتحاد التي باركت فيما بعد "على مضض" بحكم أن الهلاليين بفروسيتهم المعتادة باركوا لهم في 2005م بلافتة شهيرة نزلوا بها أرضية الملعب ولكن المواقف تُظهر مافي القلوب، أما الأهلي والنصر فلم يحققا دوري الأبطال الآسيوي حتى يبارك لهم أحد!! قدرة الله سبحانه أخرت تحقيق الهلال لبطولة آسيا ليعود ويحققها في نفس النسخة التي شارك فيها هذه الثلاثة أندية لتختفي أكذوبة البطولة ضعيفة وليحققها كذلك أمام أعينهم، لو حقق الهلال النهائيين السابقين ربما لن يجد الاحتفالات التي شاهدناها مؤخراً ولكن نواياهم الصافية جعلتهم يحققون بطولة في موسم الرياض التاريخي ليصبحون الأيقونة الأكبر بجانب بدر بن عبدالمحسن وقامات الشعر والأدب والفرح، أما أنت عزيزي العالمي الحقيقي فكلما شعرت بالضجر في عملك أو أتعبتك ظروف حياتك اليومية فأرفع رأسك للسماء وأبتسم وأشكر ربك على اختيارك الصحيح لفريقك فمن طلب العُلا عشق الهلالي. همسة: أثر الليالي عاد غايب قمرها