أشعر بحالة الحيرة الكبيرة التي تحيط بمدرب منتخبنا الوطني الأول الفرنسي هيرفي رينارد قبل إعلان القائمة النهائية لمنتخبنا الذي يستعد لمواجهتي منتخبي سنغافورة وفلسطين في التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال كأس العالم 2022 وكأس آسيا 2023، فكبار الدوري من الأندية ممن تعتمد عليهم المنتخبات في كل بلدان العالم باختيار العناصر الجاهزة والمؤهلة يسيطر على مراكز القوة بها والعمود الفقري المحترفون الأجانب، بينما اللاعب المحلي في هذه المراكز يتأرجح مكانة بين مقاعد الاحتياط بجانب الجهاز الفني لفريقه أو بمقاعد المدرجات بجانب الجماهير. سيطرة اللاعبين الأجانب واعتماد الأندية عليهم في كافة خطوط الفريق من الحراسة حتى خط الهجوم هو سبب حيرة هيرفي رينارد التي أشعر بها قبل إعلانه للقائمة النهائية لمنتخبنا فالخيارات أمامه محدودة جدًا في ظل تواجد سبعة محترفين أجانب في كل فريق إضافة للاعبين المواليد حيث أصبح عليه أن يتابع أربعة لاعبين فقط من كل فريق للاختيار منهم وليس سبعة لاعبين كما كان في السابق. هذا العدد الكبير للاعبين الأجانب بأنديتنا وأن كان له تأثير كبير في رفع مستوى الدوري وتقليل الفجوة بين الأندية الكبيرة والأخرى وزيادة قوة المنافسة والإثارة إلا إنه سيضر كثيرًا بالكرة السعودية اليوم وغدًا، فهذا خط الهجوم الذي كان ملء السمع والبصرة بامتلاكه أسماء كبيرة ومؤثرة على مستوى القارة لاتكاد تجد اليوم مهاجمًا يستطيع هيرفي رينارد الاعتماد عليه لقيادة هجوم منتخبنا في مرحلة حاسمة وقوية فضلاً عن الأدوار القادمة التي ستتواجد بها منتخبات قوية وتضم أسماء كبيرة من النجوم المحترفين في الدوريات الكبيرة كمنتخبات أستراليا واليابان، مركز الحراسة لدينا أصبح مقلقًا في ظل ضعف حراسة المرمى بأنديتنا واعتماد البعض على الحارس الأجنبي مما ساهم في ضعف هذا المركز بمنتخبنا. لذا لا يلام السيد هيرفي رينارد باعتماده على بعض الأسماء الاحتياطية أو التي لا تشارك بأنديتنا (فالجود كما يقال من الموجود) فهذه هي الأسماء المتاحة أمامه ولو كان مدربًا آخر غير هيرفي رينارد لاختار نفس الأسماء لقائمته، فالكرة السعودية اليوم تفتقد كثيرًا للمواهب الكروية المميزة التي كانت بالأمس تضم صفوة نجوم القارة لأسباب كثيرة يأتي في مقدمتها الأهمال الشديد من رؤوساء اتحاد القدم السابقين في التخطيط ومن رؤساء الأندية التي أصبحت تبحث عن اللاعب الجاهز والإنجاز المؤقت على حساب اكتشاف المواهب ودعمهم والمحافظة عليهم وتطويرهم. فاصلة: بعودة المايسترو عبدالله عطيف والعازف يحيى الشهري ونواف العابد بجانب سالم وسلمان وعبدالفتاح عسيري والنجم الجديد عبدالله الخيبري سيكون خط الوسط بمنتخبنا مطمئن جدًا فهذه الأسماء تمتلك الخبرة والمهارة والتكيف مع أي منهحية يريد السيد هارفي رينارد السير عليها وسيكون الحمل والرهان على هذا الخط كبيرًا في ظل ضعف وقلة خبرة خط الهجوم وتأرجح مستوى خطي الحراسة والدفاع.