تزخر ذاكرة الكرة السعودية بأسماء نجوم سطعوا في سماء الكرة السعودية خلال العقود الماضية ولفتوا الأنظار بمهاراتهم وأهدافهم وإنجازاتهم مع أنديتهم والمنتخبات السعودية وبقيت أسماؤهم عالقة في الأذهان رغم ابتعادهم عن الوسط الرياضي.. من بين هؤلاء اللاعبين يبرز نجم الشباب والمنتخب السابق محمد المغنم الشهير ب (الصاروخ) الذي ظل يتردد اسمه بقوة في ملاعبنا خلال تسعينيات القرن الهجري الماضي. كان (الصاروخ) مراوغاً سريعاً وهدافاً خطيراً يعشق التلاعب بالمدافعين ويهوى مراوغتهم بفضل ما حباه الله من موهبة كروية ومهارة فردية وسرعة عالية إذ كان أحد عدائي المسافات القصيرة في بداياته الرياضية مع نادي الشباب الذي مثله في بطولة لألعاب القوى. هدف قياسي عمره 49 عاماً وما ان يأتي ذكر مسابقة دورة كأس الخليج العربي حتى يقفز إلى الذهن اسم (الصاروخ) باعتباره صاحب أسرع هدف سجل في تاريخ دورات الخليج أحرزه بمرمى منتخب الإمارات بعد مضي 17 ثانية من صافرة البداية في خليجي 2 بالرياض عام 1392ه وظل وقته القياسي صامداً في وجه الزمن حتى اليوم رغم مرور 49 عاماً على تحقيقه. 8 أهداف خليجية للصاروخ والجانب الأخر المضيء في حياة هذا النجم الكبير نجاحه في تسجيل 8 أهداف في ثلاث دورات خليجية خاض غمار منافساتها بين عامي (92-1396ه) إذ أحرز أول أهدافه الخليجية في مرمى حارس الكويت الشهير أحمد الطرابلسي في افتتاح الدورة وكان أول أهداف المنتخب السعودي في تلك البطولة فيما كان هدفه الثاني هو الأسرع كما أشرنا في مرمى منتخب الإمارات. الهداف السعودي الأول بالكويت في الدورة الثالثة بالكويت 1394ه كان (الصاروخ) هداف المنتخب السعودي الأول بتحقيقه 4 أهداف في مرمى البحرينوالإمارات وقطر (هدفين). وفي الدورة الثالثة بقطر 1396ه ومع المنتخب السعودي الرمزي سجل (الصاروخ) هدفين بمرمى الإمارات وعمان. والمفارقة التاريخية هنا زيارته مرمى الإمارات ثلاث مرات في ثلاث دورات خليجية متتالية. عبدالرحمن بن سعود رفض اعتذاري عن مشاركة الرمزي اصغر لاعب وهداف النجم الدولي السابق محمد المغنم (الصاروخ) فتح قلبه للملحق وتحدث عن أبرز ذكرياته الرياضية والخليجية قائلاً: «ساهم بروز موهبتي بصورة مبكرة في لفت انتباه مدرب المنتخب السعودي الأول الشيخ طه ومساعده عادل جزار «رحمه الله» ودفعهما لاختياري ضمن تشكيلة المنتخب لدورة الخليج الثانية منذ فترة التحضير والاستعداد في أواخر عام 1391ه وبفضل الله نجحت في كسب ثقتهما ورسخت أقدامي وسط المجموعة الأساسية للمنتخب الأول وشاركت في الدورة الثانية وأنا أصغر لاعب في منتخب بلادي آنذاك (17 عاماً) وأحرزت هدفين اعتز بهما كثيرًا على الساحة الدولية. الهدف الأول في مباراة الافتتاح بمرمى الكويت إثر تمريرة من الظهير الأيسر عيد الصغير «شفاه الله» إلى الجناح الأيسر ساعد رزق «شفاه الله» الذي راوغ ثلاثة لاعبين كويتيين وعكس الكرة باتجاهي فحولتها مباشرة لشباك الطرابلسي وكانت النتيجة 2/صفر ثم أدرك زميلي النور موسى «رحمه الله» التعادل برأسه في الشوط الثاني وبالمناسبة أتذكر رهبة الموقف حين دخلت الملعب في هذه المباراة وكان استاد الملز (الأمير فيصل بن فهد حالياً) يغص بالجماهير السعودية وبعد دقائق زال قلقي وخف توتري وقدمت بفضل الله مستوى كبير قدمني بأجمل صورة للجماهير السعودية التي صفقت لي كثيراً ودعمتني بأهازيجها التشجيعية. هدفي الأسرع بعد 15 ثانية أما هدفي الآخر فكان ولله الحمد تاريخياً وقياسياً إلى اليوم بمرمى منتخب الإمارات بعد مضيء 17 ثانية من بداية المباراة من كرة التقطها مبارك الناصر ومررها طويلة باتجاهي واستطعت ترجمتها إلى هدف أول، وأود هنا تصحيح الزمن المسجل لهذا الهدف (17 ثانية) والصحيح أنه (15 ثانية) طبقاً لإفادة صديق لي بمكة المكرمة اتصل بي مصححاً الزمن بعد عودته لفيديو المباراة». خرجنا مرفوعي الرأس ويتذكر النجم الدولي السابق باعتزاز مجموعة زملائه في منتخب المملكة بدورة الخليج الثانية قائلاً: « كنا مجموعة متحابة بصدق ومتعاونين داخل الملعب وخارجه هدفنا رفع سمعة الوطن وتحقيق كأس البطولة وكانت نتائجنا مذهلة ومستوياتنا عالية وخرجنا من الدورة مرفوعي الرأس بلا هزيمة وفقدنا اللقب في مباراتنا الأخيرة أمام الأشقاء البحرينيين التي تقدمنا في نتيجتها (3/1) ولم تستكمل المباراة»!! كارثة النهائي غير طبيعية! وأضاف الصاروخ: كان منتخبنا في الدورة الثالثة بالكويت 1394ه يسير بخطى ثابتة وبانتصارات متتالية وتصدرنا مجموعتنا التي ضمت الإماراتوالبحرين وقطر التي كسبناها مرتين في المجموعة ثم في الدور نصف النهائي وخسرنا المباراة الختامية أمام الاشقاء الكويتيين بنتيجة مفاجئة وبصورة غير طبيعية!! عبدالرحمن بن سعود رفض اعتذاري وفي الدورة الرابعة بقطر 1396ه تم استدعائي لمشاركة المنتخب الرمزي قبل انطلاقة البطولة بعشرة أيام ولم أكن جاهزاً بدنياً ولياقياً واتذكر أنني كنت في مدينة حائل وجاءني ناصر الجوهر وطلب مني العودة للرياض بطلب من الأمير عبدالرحمن بن سعود «رحمه الله» الذي كان مشرفاً على إعداد المنتخب وقابلت سموه وبينت له عدم جاهزيتي لكنه أصر على مشاركتي في الدورة ولم أمانع وكنا ثلاثة لاعبين من المنتخب الأول الذين شاركوا معي في صفوف الرمزي بجانب الكابتن خالد التركي وناصر الجوهر وبرغم عدم جاهزيتي وفقني الله في تسجيل هدفين بمرمى الإمارات وعمان. وكانت هذه البطولة آخر عهدي بدورات الخليج وبعدها مثلت المنتخب الأول في دورة الصداقة الدولية بالرياض في ذلك العام بجانب اختياري لتمثيل المنتخب العسكري في التصفيات الآسيوية وكأس العالم واعتزلت اللعب عام 1402ه عقب انتقال مقر عمل والدي للقصيم. خدمت الحرس الوطني 31 عاماً الحمد لله أنا فخور بكل ما قدمته لوطني رياضياً بجانب خدمتي بوزارة الحرس الوطني قرابة 31 عاماً وتقاعدت على رتبة رقيب وسجلت في مشواري 120 هدفاً خلال 12 عاماً تقريباً أغلاها وأسرعها هدف (خليجي 2) وحقيقة أنا فخور لكوني صاحب أسرع هدف في تاريخ دورات الخليج والمسجل باسم المملكة. الصاروخ في قائمة المنسيين لكنني في الوقت ذاته حزين أن يكون (الصاروخ) ضمن قائمة النجوم الدوليين المنسيين الذين لا يتذكرونهم إلا عند وفاتهم إذ لم يسبق أن كرمت من قبل أي جهة رياضية باستثناء تقدير اعتز به كثيراً من قطاع الحرس الوطني الذي كرمني مع خمسة من قدامى الرياضيين الذين عملوا في الحرس قبل سنوات وكان الحفل برعاية الأمير متعب بن عبدالله الذي كرمني مشكوراً بشيك بمبلغ 100 ألف ريال. المغنم: لا يتذكرون نجوم الأمس إلا عند وفاتهم الصاروخ «الثاني من اليسار جلوساً» مع المنتخب السعودي في خليجي 2 بالرياض 1392ه الصاروخ مع خالد سرور وإبراهيم تحسين «رحمه الله» 1396ه الصاروخ بشعار المنتخب في عامه ال 17 المغنم مع عبدالرحمن بشير الغول «رحمه الله» والعمدة في إحدى مشاركات المنتخب العسكري 1394ه محمد المغنم في صورة حديثة مع أحفاده منتخب الكويت 1972م الذي استقبل أول أهداف الصاروخ الثمانية في دورات الخليج