للعلم أهمية وتأثير كبير في حياةِ الإنسان، والمعلم منارته، فهو يفني نفسه من أجل تعليم أبنائه الطلاب، ويغرس فيهم العلم النافع الذي يرفع عنهم الجهل ويقضي معهم جُزءاً كبيراً من يومهم الدراسي فيتأثرون بسلوكيّاته إلى حدّ كبير ولا يقتصر دوره على التدريس بل يشمل التربية الأخلاقيّة وضبط الصف وتعريف الطلّاب بالواجبات المطلوبة والإرشادات اللازمة، فالمعلم الأب الحاني والمؤدب الذي يربيهم على الأخلاق الحميدة ويقدم المعونة ويسمع شكواهم ويفهم مبتغاهم، ومع شديد الأسف إن هناك بعضاً من الآباء لا يقدّر المعلم، بل ينتقصه وكأنّ المعلم ليس بإنسان!! فينتج خلال ذلك بالسلبية على شخصية الطلاب في عدم الاحترام والجرأة على التطاول على أساتذتهم، بل والتهديد وإتلاف الممتلكات!؟ وهنا سؤال يطرح نفسه للآباء، ألم تذكروا أول معلم لكم؟؟ وما الذكرى الطيّبة التي أبقاها في أذهانكم والنتائج الإيجابية التي تعايشونها؟ وكيف كان تعليمهم سابقاً ودور الأسرة الفعّال والكبير في فهم المعلم والتواصل معه بكل إجلال وتقدير؟ فيجدر بالآباء أن يغيّروا نظرتهم للمعلمين بالاحترام، وإعطائهم حقهم من التقدير، وأن يغرسوا في قلوب أبنائهم حب المعلم وتقديره؛ كي ينعكس ذلك على أبنائهم بالفائدة والإيجاب على شخصياتهم؛ لينهلوا من منابع العلم والفضيلة، فهم فلذات الأكباد وشباب المستقبل، فالأمم تتقدّم وتزدهر بالجهود الكبيرة للمعلمين والمعلمات وتضحياتهم وعطاءاتهم وإخلاصهم في العمل وغرس قِيم الخير والفضيلة في المجتمع، وتحتفي المملكة ومعظم دول العالم بالمعلمين والمعلمات تقديراً لجهودهم وعطاءاتهم وترسيخاً للقِيم المُثلى في نفوس أبنائنا الطلاب وبناتنا الطالبات.