امتد نطاق الانتفاضة العارمة للشعب الإيراني إلى مالا يقل عن 65 مدينة في 25 محافظة إيرانية مع استمرار المواجهات الواسعة التي اندلعت بين المتظاهرين وعناصر الإجرام في قوى الأمن الداخلي وقوات الحرس والبسيج والمخابرات والأمنيين المتنكرين بالزي المدني، مع تزايد سقوط القتلى والمصابين وفي كثير من المدن، تم إضرام النار في مراكز القمع والنهب بما في ذلك قواعد البسيج والمصارف الحكومية، كما تم إشعال النار في صور كبيرة للخميني وخامنئي ونصب كبير لخاتم خميني في "شهريار" جنوب غربي طهران. وشهدت العاصمة طهران مظاهرات ومواجهات واسعة بين المواطنين وقوات الحرس، رغم انتشار كثيف لقوات القمع في مختلف نقاط المدينة، ففي الدوار الثاني في "آريا شهر" دخل المواطنون في مواجهة مع قوات القمع وهم يهتفون "الموت للدكتاتور"، فيما استخدمت قوى الأمن الداخلي الغاز المسيل للدموع لتفريق الشباب. وفي شارع "جمهوري" هاجم الشبان قاعدة للبسيج في شارع "وفادار"، وفي "ميدان شوش" قام الشباب برشق قوات القمع بالحجارة. وأغلق سوق بيع المجوهرات تضامنًا مع المنتفضين. وفي شارع "ستار خان" هتف الشباب "الموت للدكتاتور" و"المدفع والدبابة والمفرقعات، يجب قتل الملالي" وفي إسلام شهر جنوبيطهران، أحرق الشبان كرفانة لقوى الأمن الداخلي ولافتات تحمل صورًا مشؤومة لخامنئي، وفي كرمنشاه فقد احتشد المحتجون في ساحة "آزادي" و"آريا شهر" و"بلوار مسكن" و"نوبهار" وغيرها من مناطق المدينة وأغلقوا الطريق الحولي للمدينة، وتم إضرام النار في عدد من المصارف الحكومية وعدة محطات للوقود، واستخدمت القوات الأمنية والشرطة الغاز المسيل للدموع وعجلات رش المياه لتفريق المتظاهرين، ولكن الشباب قابلوهم برشقهم بالحجارة وإشعال النار وأغلقوا الطريق على قوى الأمن الداخلي، وتعرضت إيران لانقطاع شبه كامل لخدمة الانترنت في جميع أنحاءها وسط استمرار الاحتجاجات، وأدانت الولاياتالمتحدة السبت ما يبدو أنه محاولة من قبل الحكومة الإيرانية للحد من إمكانية الوصول إلى الإنترنت، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية مورجان أورتاجوس "تقف الولاياتالمتحدة إلى جانب الشعب الإيراني الذي طال أمد معاناته في الوقت الذي يحتج فيه على أحدث المظالم من نظام السلطة الفاسد، إننا ندين محاولة قطع الإنترنت، اتركوهم يتحدثون!". وذكرت وكالات أنباء إيرانية ومواقع للتواصل الاجتماعي أن شرطة مكافحة الشغب وقوات الأمن اشتبكت مع متظاهرين في طهران وعشرات المدن الإيرانية الأخرى السبت، في الوقت الذي تحولت فيه احتجاجات على ارتفاع سعر البنزين إلى مظاهرات سياسية. وقالت التقارير إن المتظاهرين رددوا هتافات مناوئة للحكومة في مختلف أنحاء البلاد بعد يوم من زيادة سعر لتر البنزين العادي إلى 15 ألف ريال (0.13 سنت أميركي) من عشرة آلاف بالإضافة إلى ترشيد استخدامه. وقال التلفزيون الرسمي إن الشرطة اشتبكت مع من وصفهم بمثيري الشغب في بعض المدن وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريقهم، ونقلت وكالة أنباء الطلبة عن مسؤول محلي قوله إن قتيلا سقط في مدينة سيرجان في إقليم كرمان وأصيب عدد آخر يوم الجمعة. وفي مدينة يزد اوقفت السلطات الإيرانية 40 شخصا بعد صدامات مع الشرطة خلال تظاهرات احتجاجا على رفع اسعار البنزين، على ما ذكرت وكالة إسنا شبه الرسمية الأحد، ونقلت الوكالة عن المدعي العام في المدينة محمد حداد زاده قوله إنّ الموقوفين "مثيرو شغب" متهمون بتنفيذ اعمال تخريب.