طهران، موسكو، تل أبيب – «الحياة»، أ ب، رويترز، أ ف ب – المشهد بات مألوفاً ومكرراً: كر وفر في شوارع طهران، مؤيدون للنظام يجددون ولاءهم للمرشد علي خامنئي وأجهزة السلطة، وأنصار للمعارضة يهتفون: «الموت للديكتاتور»، مؤكدين وجودهم على الساحة السياسية في البلد وتحديهم أجهزة الأمن. وأفادت معلومات بأن مدناً إيرانية أخرى شهدت مواجهات مماثلة. هذه المواجهات التي تتكرر بين الطرفين لا تسفر عن فائز أو خاسر، لكن الضحية الأبرز هي مناسبات اعتاد الإيرانيون إحياءها والالتفاف حولها منذ الثورة، لكنها تحوّلت الآن إلى مصدر انقسام، وسط شعور عام بأن الشقاق يتعمّق. وأحيا الإيرانيون في جامعة طهران أمس، ذكرى ثلاثة طلاب قتلتهم الشرطة في عهد الشاه في 7 كانون الأول (ديسمبر) 1953 أثناء زيارة ريتشارد نيكسون نائب الرئيس الأميركي آنذاك طهران، بعد شهور على إطاحة رئيس الوزراء محمد مصدق. وأفادت وكالة «فارس» بأن أكثر من 7 آلاف طالب أحيوا الذكرى في تجمع رسمي داخل جامعة طهران، «مجددين العهد والميثاق مع المرشد الأعلى علي خامنئي وأهداف النظام الإسلامي والسير على نهج الإمام الخميني». وأشارت الى ان حوالى 50 من أنصار مير حسين موسوي المرشح الإصلاحي الخاسر في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، «حاولوا التشويش على التجمع وأطلقوا هتافات» مؤيدة له، «مرددين شعارات مهينة بحق الجامعيين الذين أعلنوا ولاءهم لولاية الفقيه». وأضافت أن عدداً من أنصار موسوي دخلوا الجامعة حيث «كسروا الزجاج وتعرضوا لطلاب موالين للنظام الإسلامي». في مقابل هذه الرواية الرسمية، أفادت وكالة «اسوشييتد برس» بأن آلاف المتظاهرين نظموا مسيرة في حرم الجامعة، وهم يرتدون أقنعة لحمايتهم من قنابل الغاز المسيل للدموع، ملوّحين ببالونات خضر، وهو اللون الذي اعتمدته حملة موسوي. واشتبك هؤلاء مع طلاب متشددين كانوا يحملون لافتة مناهضة للاحتجاجات. ورفع المتشددون صوراً للخميني وأعلاماً إيرانية، هاتفين: «الموت للمنافقين». وخارج حرم الجامعة، تظاهر آلاف الإصلاحيين دعماً للطلاب. وإذ هتف هؤلاء: «الموت للديكتاتور»، هاجمتهم شرطة مكافحة الشغب وميليشيات «الباسيج» بهراوات وقنابل غاز مسيل للدموع، وضربت الرجال والنساء، كما اعتقلت امرأتين على الأقل، كما قال شهود اعتمدت عليهم وكالات الأنباء العالمية لتغطية الأحداث، بعد تعليق السلطات تصاريح عملها. وكان آلاف من عناصر شرطة مكافحة الشغب و «الحرس الثوري» و «الباسيج» حاصروا جامعة طهران، ومنعوا الطلاب من مغادرتها للانضمام إلى احتجاجات في جامعات أخرى، كما أفاد موقع إلكتروني يديره طلاب إصلاحيون، أشار ايضاً الى أن السلطات أغلقت شبكة الهاتف الخليوي وسط العاصمة وقرب جامعة طهران، لمنع أنصار موسوي من الاتصال ببعضهم بعضاً. وفي جامعة «أمير كبير» في العاصمة، قمعت «الباسيج» تظاهرة نظمها مئات من الطلاب. وحاصرت قوات أمن جامعات أخرى، كما قمعت متظاهرين في ساحات في العاصمة، مستخدمة هراوات وقنابل غاز مسيل للدموع. وأفاد موقع «موجكامب» الإصلاحي بأن قوات الأمن «أطلقت النار في الهواء» في ساحة انقلاب وسط طهران، لتفريق متظاهرين اشتبكوا مع الشرطة. وأشار شاهد الى اعتقال ما لا يقل عن عشرة أشخاص. وأكد المرشح الإصلاحي الخاسر مهدي كروبي ان القمع «ليس حلاً في أي حال، لا اليوم ولا غداً». واستبعد في حديث الى صحيفة «لوموند» الفرنسية حصول مصالحة قريباً مع المتشددين، معتبراً ان «الشروط غير متوافرة».br / وفي موقف تزامن مع تظاهرات الإصلاحيين، دعا آية الله ناصر مكارم شيرازي المقرب من المحافظين الى الحوار مع المعارضة للخروج من الأزمة و «تهدئة الأجواء السياسية». الى ذلك، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن «استعمال الإنترنت وتويتر ضد النظام الإيراني، يشكل عاملاً هائلاً يمكن الولاياتالمتحدة استخدامه». على صعيد آخر، شدد الرئيس ديمتري ميدفيديف على ان «موسكو لا مصلحة لها في توسيع (عضوية) النادي النووي». وقال في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ ان روسيا مهتمة بفرض رقابة شديدة على الأسلحة النووية، بحيث «لا تُؤخذ رهينة من جانب أي متطرف، ولا يمكن استخدامها لبدء أي نوع من النزاع او حتى تهديد دول مجاورة». وأشار الى أن ذلك «يشمل كل الدول، والبرنامج النووي الإيراني طبعاً».