عندما أعلن عن برنامج جودة الحياة 2020 في3 مايو 2018 والأهداف التي يسعى لتحقيقها هذا البرنامج التنموي والحيوي الواعد، لتحسين نمط حياة الفرد والأسرة، استبشر السعوديون كثيراً بثماره التي نضج معظمها وبدأ المجتمع في جني نتائجها بما لاحظوه من تغير كبير في نمط حياتهم بعد تطبيق البرنامج. هنالك إضافة ربما يكون لها لمسة مؤثرة على هذا البرنامج لو أنها طبقت وتم تفعيلها، وهي اعتماد توقيت صيفي وشتوي للمملكة العربية السعودية بفارق ساعة أسوة بالكثير من الدول المتحضرة والتي تطبق توقيتين لتوائم مع فصول السنة ولتوفر لشعبها رفاهية وراحة عملية لتحسين ساعات يومهم خصوصاً في فترة الشتاء! فالتوقيت الشتوي عندما يطبق وتأخر معه عقارب الساعة يعطي مساحة من الوقت ضرورية جداً في صباح اليوم ومسائه ومع إشراقة الشمس ومغيبها. هذه المساحة لها تأثير جيد على الصحة النفسية والبدنية للإنسان. ولو تحدثنا حرفياً عن مساحة المملكة وترامي أطرافها لرأينا في وجود توقيتين صيفي وشتوي أمراً حسناً له تأثيره المباشر على حياة الفرد والمجتمع وسلامتهم. فالأطفال والكبار يعانون في أوقات المدارس في فصل الشتاء بسبب اضطرارهم للخروج من بيوتهم قبل بزوغ الشمس وذلك له تأثير مباشر على نفسية الأطفال خصوصاً وعلى حماستهم للمدرسة. كما أن الأنشطة اليومية التي يمارسها الناس في أيام الشتاء بلياليه الطويلة ونهاره القصير تجعل من اعتماد توقيت شتوي رفاهية ترفع من جودة الحياة وتزيدها متعة وتمكن الناس من الاستمتاع أكثر بيومهم واستثماره بشكل أفضل وقضاء حوائجهم دون تعب أو ملل. فعندما يضبط الجميع ساعاتهم على توقيت شتوي واحد ويغنمون تأخير ساعة من يومهم بشكل نظامي ورسمي لربما لن يضطرهم تفكيرهم للتحايل على الأنظمة لتطبيق توقيتهم الشتوي الخاص بهم كما هو الحال عليه في معظم الأحوال! الدراسات الحديثة المتداولة حالياً تربط الحالة النفسية للإنسان بحالة الطقس وتغيراتها في فصول السنة، وتلوم الشتاء وبرودته في ارتفاع معدلات الغياب والتأخر في الحضور للدوام في المدارس والعمل لطبيعة هذا الفصل القاسية أحياناً والتي تجعل البقاء في الفراش الدافئ خياراً مفضلاً على الخروج منه خصوصاً في ساعات الصباح الباكرة. فهل يمكن أن يضاف التوقيت الشتوي لخطط تطوير نمط الحياة في برنامج جودة الحياة في المملكة لأنه بكل تأكيد سيحدث فرقاً مستحباً على الجميع.