أقام التشكيلي ماجد المفرح معرضه الشخصي في غاليري نايلا بالرياض يوم الثلاثاء الماضي، وحمل عنوان: "سجّة"، وقدم المفرح تجربة تشكيلية مميزة، حملت العديد من المضامين الفكرية واللونية، حيث سيختم فعالياته مساء غد السبت. نشاط ذهني عن تجربته في هذا المعرض يقول: "حينما تسرح بفكرك بعيداً عن الواقع الذي تعيشه وترتبط به، ستجد أن تلك اللحظة هي ربما الأجمل والأمتع، وفي أحيان أخرى أكثر إمتاعاً على الإطلاق". ويضيف: "قد تصاب معها بحيرة أو تساؤل أو ربما ثورة من الداخل تدعوك لتحجيم ما هو شائع أو سائد، ثمة نشاط ذهني مقتطع كحالة أو فصل من مسرحية عابرة أو ربما لكونه حلماً آنياً وخيالاً لحظياً لا أكثر. أجد المفرح في "سجّة" الفنان محمد الجميعة قدم قراءة فنية جميلة للمعرض قال فيها: "برز الأستاذ ماجد المفرح كحالة خطية ولونية لافتة ومميزة، أخذت شكلها المكتمل، وذاع صيته إبان إقامته لمعرضه الشخصي "نول" في 2017، تحت سقف نايلا غاليري. لكن ماجد المفرح لم يكن غائباً بالمطلق عن الإثراء الفني والحضور للمشهد التشكيلي لسنوات قبل أن يفاجئنا ب"نول". يأتي هذا الثراء بعد سنوات ليست بالقليلة من المحاولات الدؤوبة والمتكررة لبناء أسلوبه الفني وتفرده بطريقته الخاصة. لم يكن من أولئك الذين استعجلوا البروز والنفاذ للجمهور إلا بعد صولات وجولات استمرت قرابة عقد ونيف من التأني والعمل المتواصل. اليوم يُطل علينا الأستاذ ماجد المفرح ب"سجة" المزدحمة بالفكر والذكريات والثراء اللوني والخطي، متفرداً عن غيره بحجم وغرابة تثير الدهشة. أخذت "سجة" ماجد المفرح أكثر من سنتين من التأني منهمكاً في مرسمه مستغرقاً بفِكرِه وأدواته، لإبراز صياغات جديدة ونكهات فنية، وعمق ينتظره الجميع. من حيث الوهلة الأولى، تتسم لوحاته باللاموضوع، لكنها موغلة ومغرقة ومملوءة بالحديث مع نفسه تارة ومع تلميحاته ورمزياته تارة أخرى، تلميحات ذات بُعد غير عادي وباعثة على الإنصات. لا تملك حين تقف أمام سجاته إلا أن تتنفس بعمق، وتطلق العنان لمعرفتك وثقافتك بالبحث عن ماجد المفرح في ثنايا الخط واللون، فهو مختبئ في عمقُه وتجلياته وهواجيسه الخاصة. لا يتعمد ماجد المفرح أن يثير زوبعة لونية أو خطوطاً تتصل ببعضها البعض لإحداث عنصر مكتمل واقعياً يمكن قياسه للمتلقي العادي، وإلا لبقي في التعبيرية التي تقترب من الشكل الذي ندركه جميعاً، لكنه يُقدم برمجة جديدة تخصه، يمكن قراءتها متصلة كلغة خاصة، ورمزية فريدة تتكشف من خلالها شخصيته وأسلوبه وعفويته وجمال شخصيته أيضاً، فالفنان موجود في كل أعماله الفنية مهما حاول الابتعاد عن تفاصيله وشخصيته. "سجَة" بلونها الأبيض تارة والأكثر إشعاعاً تارة أخرى، ثم قتامة فريدة، وتشعُب لافت، تجعلك تقف في حيرة لتسأل نفسك ما الذي يريده؟ ولماذا؟ وهنا يكمن الجمال، "سجّة" تستفزنا بطريقة تجعلنا نصفق لها مذهولين. ماجد المفرح