أكد الفنان التشكيلي حسين دقاس في معرضه الذي أطلق مؤخرا في صالة داما ارت في جدة، بأن الألوان لها قيمة ذات إدراك بصري مفعم بجماليات المساحة، لقد حول دقاس أعماله إلى كيمياء لونية تجريدية مبنية على خلفية مابعد الحركة التأثيرية ليصل إلى قمة التعبير بضابية لون وترميز عنصر، أبهر المتلقي بتناسق لوني فريد من نوعه ليدرك المعنى الحقيقي للون والذي يبوح في سيكولوجية النفس البشرية حتى تستقر لغة الجمال في أعماق المتلقي، قدم الفنان رسالة في لوحاته التجريدية بصور مختلفة ورؤى متباينة ليظهر لغته التقنية بإسقاط لوني لمضمون اللوحة وما يدور في خلده من محاكة للموضوع بفكره الإكاديمي، ظلال وإضاءه وتكوينات ومشهد تشكيلي بانورامي بين اللون الأزرق تارة والرمادي تارة أخرى بإحساس نابع من الوجود الحسي بتكنيكات وإيقاعات لونية ودمج لصياغة لون لتتضح الصورة ويندمج الحلم مع الحقيقة. أخرج لوحات تسبح في عالم غامض من الأحلام وكأنه على موعد مع استنطاق ما تبوح به نفسه عبر لوحاته ليرسم حكاية حلم ويحولها إلى واقع قد يكون لا حدود له بلعبة بفرشاته على أسطح لوحاته بمهنية الفنان الذي تجاوز حدود المشاركات إلى انطلاقة لمعارض شخصية تحمله مسؤولية أكبر ليستمر عطاؤه وينثر إبداعه ويجد مكانا لائقا به في الساحة التشكيلية السعودية.