المواطن طالع جابر محمد الهلالي من سكان محافظة البرك على الساحل الغربي لمنطقة عسير، وضعته الصدفة في طريق الرحالة البريطاني الشهير "ويلفريد ثيسيجر" المعروف بلقب (مبارك بن لندن)، قبل 72 عاما، حيث وثق له صورة فوتوغرافية عندما كان في ريعان الصبى وهو يحمل 13 ربيعاً من عمره آنذاك كانت ضمن صفحات مؤلفاته عن رحلاته التاريخية. "الرياض" قطعت مسافة تقارب 200 كلم للوصول لمنزل الهلالي العتيق في قعر محافظة البرك داخل قرية يطلق عليها مسمى قرية الحسنة المطلة على سواحل البحر الأحمر. في البداية تحدث لنا عن اللحظات التاريخية التي استطاع فيها مقابلة الرحالة الإنجليزي أثناء توثيقه لكتابه الشهير (الرمال العربية)، وقال: كان هذا الرحالة يعرف باسم مبارك بن لندن، وأن هذه الصورة تعود لفترة بعد توحيد هذا الوطن على يد المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - طيب الله ثراه - بأقل من عشر سنوات. مستعيداً الحديث من الذاكرة قائلاً: "كنا مع مجموعة من الأطفال في تسابق محموم للوصول إلى مكان تواجده رغبة منا للاطلاع على هذا الوجه الغريب على مجتمعنا البدوي البسيط، فكنا نسابق الخطى للحضور إلى مكان إقامته المؤقتة لمشاهدة ما يحمله من أجهزة ومنها جهاز التصوير الذي أدهشنا لضخامة حجمه، وما يحمله من أجهزة وكيابل خاصة بالتصوير والتوثيق". وواصل القول: لم نكن ندرك نهائياً هدف هذا الرحالة لصغر السن ولعدم رغبتنا إلا بمعرفة ما لديه من أجهزة خاصة، مشيراً: "أدركت بعد تجاوزنا مراحل الصبا والشباب أهمية هذا الرحالة البريطاني الذي عرفناه فيما كتب عنه وعن رحلته الاستكشافية لعدد من مناطق ومحافظات المملكة ومنها الربع الخالي والساحل البحري لجنوب المملكة. وأكد الهلالي تأكيد الرحالة على أن مبارك بن لندن كان على يقين على عدم وجود تكتم أو صمت في قرى وصحراء المملكة، موضحاً أن تلك الفترة قد بينت لهذا الرحالة عمق حياة الإنسان البدوي الذي كان شديد الحرص على تقاسم خبز الحياة كما أسماها، ومنها الماء الآسن ولحم الإبل القاسي، وإن قانون هذه القبائل البدوية كان ينص قديماً على تقاسم الطعام بغض النظر عن قلته أو كثرته إضافة إلى الصفات الإنسانية الكريمة لهذه التجمعات البدوية ومنها الشجاعة والإقدام واحترام الغريب. يذكر أن الرحالة ويلفريد أو "مبارك بن لندن" كان قد حصل على العديد من الأوسمة والألقاب كان آخرها لقب فارس الإمبراطورية البريطانية، وقد أحب ثيسيجر مزايا النبل والشجاعة والكرم في البدو وأقام معهم صداقات حميمة فاطلقوا عليه اسم مبارك بن لندن، مما دفعه لتأليف كتابة المشهور (الرمال العربية)، وقد توفي في 24 أغسطس 2003 م وهو يناهز 93 من العمر في لندن. الرحالة البريطاني مبارك بن لندن في إحدى صوره في الربع الخالي مبارك بن لندن الهلالي في عمر 13 عاماً بعدسة الرحالة البريطاني الهلالي في عمره 85