في ظل التوجيهات الحكيمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله-، رعى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، اليوم، التوقيع على وثيقة اتفاق الرياض بين الحكومة الشرعية اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، وذلك بحضور فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة. وقد بدأت مراسم توقيع وثيقة اتفاق الرياض بتلاوة آيات من الذكر الحكيم. ثم ألقى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع كلمة فيما يلي نصها : الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أيها الإخوة الكرام: يسعدنا أن نرحب بكم في بلدكم الثاني المملكة العربية السعودية في هذا اليوم البهيج، وكل يوم يجتمع فيه اليمنيون هو يوم فرح للمملكة. التي كانت منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز – طيب الله ثراه- وستظل دوماً مع اليمن، حريصة على استقراره، وساعية في ازدهاره، وواثقة بأن حكمة أبناء شعبه تسمو فوق كل التحديات. إن مواقف المملكة تجاه اليمن مواقف أصيلة كأصالة شعبه العزيز، الذي تربطنا به أواصر الدين والقربي والجوار. واستمراراً لتلك المواقف الراسخة، فقد صدرت توجيهات سيدي خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – للمسؤولين في المملكة ببذل كل الجهود من أجل رأب الصدع بين الأشقاء في اليمن. ونود أن نشيد باستجابة فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي والمجلس الانتقالي الجنوبي لدعوة المملكة للحوار فيها، وما تم التوصل إليه - بفضل الله – في اتفاق الرياض، الذي نسأل الله أن يجعله فاتحة خير لمرحلة جديدة من الاستقرار والبناء والتنمية في اليمن، ستكون المملكة معكم فيها كما كانت دوماً. وأود أن أشكر في هذه المناسبة أخي سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وأنوه بما قدمته دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة من تضحيات جليلة في ساحات الشرف مع جنودنا البواسل وزملائهم في بقية قوات التحالف. لقد كان شغلنا الشاغل منذ أن بدأت الأزمة اليمنية هو نصرة الشعب اليمني الشقيق، استجابة لطلب رئيسه الشرعي وانطلاقاً من مبدأ الدفاع عن النفس، ولوقف التدخلات الخارجية التي تسعى لفرض واقع جديد عليه بقوة السلاح، والانقلاب على شرعيته ومؤسساته، وتهديد أمن جيرانه وأمن المنطقة وممراتها المائية الحيوية للعالم كله. وقد تمكنا – ولله الحمد- من تحقيق الكثير لليمن وأمن المنطقة، وقدمنا من الدعم والمساعدة للشعب اليمني ما يليق بما يجمعنا به من إخاء ومحبة، وسنواصل السعي لتحقيق تطلعات الشعب اليمني في استعادة دولته، والوصول إلى حل سياسي للأزمة وفقاً للمرجعيات الثلاث، وتفويت الفرصة على كل من لا يريد الخير لليمن. أيها الإخوة الكرام: في الختام، تؤكد المملكة على أن هذه النوايا الصادقة والحكمة اليمانية التي تجسدت في اتفاق الرياض، وإعلاء مصلحة الشعب اليمني فوق كل اعتبار وفوق مطامع الأطراف التي تسعى لنشر الطائفية والفوضى وعدم الاستقرار في اليمن، ستحقق – بمشيئة الله - تطلعات الشعب اليمني، وسيفتح هذا الاتفاق المبارك –بإذن الله – الباب أمام تفاهمات أوسع بين المكونات اليمنية للوصول إلى الحل السياسي الذي ينهي الأزمة اليمنية ويحصن اليمن ويحميه ممن لا يريد الخير لليمن بجميع مكوناته وسائر شعوب أمتنا العربية. ونسأل الله أن يبارك في جهودنا جميعاً وأن يوفقنا لما فيه خير دولنا وشعوبنا. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. عقب ذلك وقع ممثل الحكومة اليمنية سالم الخنبشي وممثل المجلس الانتقالي الدكتور ناصر الخبجي على وثيقة اتفاق الرياض. حضر مراسم توقيع اتفاق الرياض من الجانب السعودي، صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن محمد بن فهد بن عبدالعزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء، وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية، وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن بندر بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني، وصاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز نائب وزير الدفاع، وصاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية، وصاحب السمو الملكي الفريق ركن فهد بن تركي بن عبدالعزيز قائد القوات المشتركة، ومعالي وزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار الأمن الوطني الدكتور مساعد بن محمد العيبان، ومعالي رئيس الاستخبارات العامة الأستاذ خالد بن علي الحميدان، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليمن محمد سعيد آل جابر. كما حضرها من الجانب الإماراتي، سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني، وسمو الشيخ زايد بن حمدان آل نهيان، ومعالي وزير الدولة للشؤون الخارجية الاستاذ أنور قرقاش، ومعالي نائب الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني الأستاذ علي الشامسي، ورئيس الاتحادية للجمارك الأستاذ علي النيادي، والشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان سفير الإمارات لدى المملكة. وحضرها من الجانب اليمني نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر، ودولة رئيس الوزراء اليمني الدكتور معين عبدالملك، ورئيس مجلس النواب سلطان البركاني، ورئيس مجلس القضاء الأعلى علي ناصر سالم، ورئيس المحكمة العليا الشيخ حمود الهتار. ويؤسس الاتفاق لمرحلة جديدة من التعاون البناء الذي يستهدف الخير لليمن، كما يمهد الطريق لاستئناف مسيرة التنمية والبناء خاصة في المحافظات المحررة. وستشهد مراسم التوقيع حضور ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، وعدد من المسؤولين وسفراء الدول العربية والغربية. وضمن أبرز بنود الاتفاق عودة الحكومة الشرعية إلى عدن في غضون 7 أيام، وتوحيد كافة التشكيلات العسكرية تحت سلطة وزارتي الداخلية والدفاع وتشكيل حكومة كفاءة بالمناصفة بين شمال اليمن وجنوبه. ومن المبادئ الأساسية التي سينص عليها الاتفاق: * الالتزام بحقوق المواطنة الكاملة ونبذ التمييز المذهبي والمناطقي * وقف الحملات الإعلامية المسيئة * توحيد الجهود تحت قيادة التحالف لإنهاء انقلاب الحوثي * مواجهة تنظيمي القاعدة وداعش * تشكيل لجنة من التحالف بقيادة السعودية لمتابعة تنفيذ الاتفاق * مشاركة المجلس الانتقالي في وفد الحكومة لمشاورات الحل النهائي ومن الترتيبات السياسية والاقتصادية: * تباشر الحكومة أعمالها من عدن خلال 7 أيام من الاتفاق * تفعيل مؤسسات الدولة في المحافظات المحررة وصرف الرواتب * إيداع موارد الدولة في البنك المركزي بعدن والصرف بموجب الميزانية * تفعيل أجهزة الرقابة ومكافحة الفساد وإعادة تشكيل المجلس الاقتصادي * تشكيل حكومة كفاءات من 24 وزيراً مناصفة بين الشمال والجنوب * اختيار الوزراء ممن لم ينخرطوا في القتال والتحريض خلال الأحداث الأخيرة * تعيين محافظ ومدير للأمن في عدن خلال 15 يوما * تعيين محافظين لأبين والضالع خلال 30 يوما * تعيين محافظين ومدراء أمن في بقية المحافظات الجنوبية خلال 60 يوما