رؤية جامعة الأميرة نورة تتسق ورؤية المملكة الشاملة 2030، ليصبح هذا الصرح صرحاً أكاديمياً عملاقاً، يستوعب عشرات الآلاف من الطاقات الشبابية لفتيات المملكة، ويجعل في خدمتهن آلاف العناصر التدريسية المؤهلة، لتكون هذه الجامعة إحدى أيقونات التغيير والارتقاء الحضاري لمستقبل المملكة.. (في زمن الرؤية، وفي زمن الذكاء الاصطناعي، وفي عصر التمكين والاهتمام الذي حظيت به المرأة السعودية من قبل خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، ومع ضخامة التحديات التي نعيشها.. تحتم علينا مراجعة أدائنا، وأصبح الخيار الوحيد أمامنا هو التطوير والتحديث المستمر لنحقق طموحات قيادتنا ورؤية بلادنا ورفعة وطننا). بهذه الكلمات المنسابة ارتجالاً من معالي مديرة جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن الأستاذة الدكتورة إيناس بنت سليمان العيسى وضحت القاعدة الشمولية التي تستند عليها هذه الجامعة الفتية وهي تقرع أبواب المستقبل بكل ثقة واقتدار. هذه الكلمة التي جاءت في احتفائية تأسيس وبناء وتدشين الهوية المطورة لجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن التي أقيمت مؤخراً، تعكس في رأيي منهجية جديدة تنتظم فيها كافة قطاعات الوطن، حيث الرغبة الأكيدة في الخروج إلى فضاء الريادة والمبادرة، انسجاماً مع لغة العالم المتقدم الذي لا ينتظر من يتأخر عن اللحاق بقطاره. وجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، بكلياتها المختلفة وأقسامها المتعددة، هي منجز أكاديمي وحضاري عملاق جاء في إطار النماء الذي يسير بخطوط متوازية في كل القطاعات.. ليصب أخيراً في بحر الوطن المتطلع لما هو أفضل ازدهاراً ورخاء ونماء لإنسانه وأرضه. لقد جاء مولد هذا الصرح العملاق منذ سنوات قليلة، وتحديداً بدأت رحلته في 1429 بناء على التوجيه السامي برقم 3139/م الصادر في الثامن عشر من شهر ربيع الآخر للعام 1427، والقاضي بإنشاء جامعة للبنات بالرياض. وخلال هذه السنوات المحدودة بدأت جامعة الأميرة نورة تطل كإضافة عظيمة في سلم التعليم لفتيات الوطن، وكمستودع للفكر والعلم والمعرفة يلبي احتياجات المملكة لعقول بناتها جنباً إلى جنب مع عقول بنيها. الجامعة - إن لم تخني الذاكرة - احتضنت في البدء كليات البنات الموجودة في الرياض، لتنضم إليها لاحقاً كلية العلوم وكلية علوم الحاسوب والمعلومات وكلية الإدارة والأعمال بموافقة كريمة من المقام السامي العام 1428، ثم تلا ذلك إنشاء كليات أخرى شملت التمريض والصيدلة والعلاج الطبيعي ورياض الأطفال في مدينة الرياض ومحافظة الدوادمي واللغات والترجمة الفورية. وفي تصوري أن تباشير الانطلاقة الفعلية للجامعة كانت في التاسع والعشرين من شهر شوال العام 1429، ففي هذا اليوم تفضل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - بوضع حجر الأساس للمدينة الجامعية للجامعة، مطلقاً عليها مسمى (جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن) بدلاً من مسمى جامعة الرياض للبنات، حيث تجاوز (حجر الأساس) بمعناه الرمزي الإنشائي والهندسي إلى معنى أكثر عمقاً، حاملاً مضامين النقلة الكبرى القادمة في تأهيل نساء الوطن.. والتي سيكون هذا المرفق العملاق أحد مؤشراتها وحداة ركبها. إن تدشين هوية المستقبل لجامعة الأميرة نورة سيكون له ما بعده في ظل رؤية المملكة الاستراتيجية 2030، وقد أوضحت مديرة الجامعة ذلك بعبارات شديدة الألف مضيئة المعاني بقولها: "سنعمل على إنجاز الإعجاز، فن المستحيل الممكن، فلسفة الأنسنة والأتمتة معاً، معادلة الوقت من ذهب ومن تعب. سنعتذر لكل الأسوار في الخارج، ونمد جسور التواصل للجامعات العالمية والجامعات الرائدة والتبادل المعرفي والاستثمار المعرفي". هي رؤية تتسق ورؤية المملكة الشاملة، ليصبح هذا الصرح بعمره الصغير قياساً بالسنوات.. صرحاً أكاديمياً عملاقاً، يستوعب عشرات الآلاف من الطاقات الشبابية لفتيات المملكة، ويجعل في خدمتهن آلاف العناصر التدريسية المؤهلة للارتقاء بهن وإنارة الطريق أمامهن، ليكون المنجز بقدر التحدي، وتكون جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن إحدى أيقونات التغيير والارتقاء الحضاري لمستقبل المملكة، بقي أن أشيد بقيادة هذا الصرح العملاق وجميع العاملين فيه، ومزيداً من النجاح.