طالب البرلمان العربي من كافة الدول الأعضاء في منظمة الأممالمتحدة باتخاذ موقف جماعي عاجل وحازم تجاه الهجوم الإرهابي الجبان الذي استهدف معملين تابعين لشركة أرامكو بمحافظة بقيق وهجرة خريص بالمملكة العربية السعودية باستخدام صواريخ وطائرات من دون طيار "درون" في منتصف شهر محرم الماضي، واعتبر هذا العمل الإرهابي الجبان اختباراً حقيقياً لإرادة المجتمع الدولي، والذي لا يجب أن يمر بلا عقاب، ومحاسبة المخططين والداعمين والممولين والمنفذين والذين يقفون خلفه أفرادا كانوا أو جماعاتٍ أو دولا. وأكد البرلمان العربي أن هذا العمل الجبان وباستخدام أسلحة إيرانية الصنع ضمن مُخطط لا يستهدف المنشآت الحيوية والاقتصادية بالمملكة وحدها، وإنما العالم بأسره والإضرار باقتصاده وتهديد أمن الطاقة العالمي والتأثير على أسعار النفط في السوق العالمي، في خرقٍ صارخٍ لميثاق الأممالمتحدة وللقوانين والمواثيق والأعراف الدولية، واستهداف مباشر للبنية التحتية لمنشآت النفط والذي يُعد جريمة حرب وتصعيداً ممنهجاً وخطيراً ليس تجاه المملكة فحسب وإنما العالم بأسره، بهدف زعزعة الأمن في المنطقة والإضرار بإمدادات الطاقة وتهديد الاقتصاد العالمي. وأعلن البرلمان العربي التضامن التام مع المملكة في الحفاظ على أمنها واستقرارها، ودعمها في كل ما تتخذه من إجراءات لحماية منشآتها الحيوية والاقتصادية ضد كل من يحاول المساس بها، كما ثمن حكمة قيادة المملكة في التعامل مع هذه الاعتداءات الإرهابية من خلال مشاركة خبراء من الأممالمتحدة وعدد من الدول الفاعلة على الصعيد العالمي في لجنة التحقيق التي شكلتها المملكة العربية السعودية للوقوف على الحقائق، ويدعم البرلمان العربي المملكة في كافة الإجراءات التي تكفل أمن واستقرار المملكة في ضوء ما ستسفر عنه نتائج التحقيقات. وأكد البرلمان دعم قرار المملكة والإمارات والبحرين في الانضمام للتحالف الدولي لأمن وحماية الملاحة البحرية، بهدف ضمان سلامة الممرات البحرية وردع التهديدات التي تواجه السفن في الخليج العربي ومضيق هرمز وبحر عُمان ومضيق باب المندب، ودعم الجهود الدولية لضمان أمن الطاقة العالمي وتعزيز التدفق الحر للتجارة العالمية، وتعزيز الوعي بالمجال البحري ومراقبته. وفي شأن آخر، عقدت لجنة فلسطين في البرلمان العربي أول من أمس بالقاهرة اجتماعاً برئاسة الدكتور مشعل بن فهم السلمي رئيس البرلمان العربي وحضور النائب عزام نجيب الأحمد نائب رئيس اللجنة وأعضاء اللجنة، واستعرضت فيه تطورات الأوضاع على الساحة الفلسطينية، وأعدت اللجنة مشروع قرار لدعم إجراء الانتخابات الفلسطينية في الضفة الغربية ومدينة القدس وقطاع غزة ودعوة كافة أطياف الشعب الفلسطيني وجميع الفصائل الفلسطينية للمشاركة في هذه الانتخابات التي دعا لها الرئيس الفلسطيني محمود عباس باعتبارها مدخلاً لإنهاء الانقسام، وذلك للعرض على جلسة البرلمان العربي التي ستعقد اليوم الخميس، ومطالبة جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والأممالمتحدة بدعم إجراء الانتخابات في جميع الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية ومدينة القدس وقطاع غزة، كما أعدت اللجنة مذكرة بشأن مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية ودعم صمود الشعب الفلسطيني، أشادت بصمود الشعب الفلسطيني وتمسكه بأرضه، وأكدت على التمسك بمبادرة السلام العربية نصاً وروحاً وبكافة الاتفاقيات التي تُفضي إلى إقامة دولة فلسطين كاملة السيادة على حدود الرابع من يونيو 1967م وعاصمتها مدينة القدس، وعلى حق الشعب الفلسطيني في العودة وتقرير المصير، ودعت إلى إطلاق عملية سلام برعاية دولية لتحقيق السلام القائم على حل الدولتين وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة، والتصدي لمحاولات تصفية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وكلفت رئيس البرلمان العربي بمخاطبة برلمانات ودول العالم للتصويت لتجديد تفويض ولاية عمل الأونروا لثلاث سنوات قادمة في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة المقرر له الأول من ديسمبر الماضي. وفي الشأن السوداني، ترأس الدكتور السلمي اجتماع اللجنة المعنية برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب في البرلمان، بحضور أعضاء اللجنة ومشاركة الوزير المفوض إدريس محمد علي القائم بأعمال سفير جمهورية السودان في القاهرة، وأعدت اللجنة مشروع قرار يدعم طلب رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب لعرضه على جلسة البرلمان، يؤكد أحقية السودان في رفع اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب، والانخراط بشكل كامل في المجتمع الدولي واستعادة اندماجه السياسي والاقتصادي على كافة المستويات العربية والإقليمية والدولية، كما أقرت اللجنة مذكرة قانونية ملحقة بالقرار تثبت بالحجج والأسانيد القانونية أحقية السودان في رفع اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب.