المملكة واليمن، قواسم مشتركة بالجغرافيا والثقافة والإخوة الإنسانية، لذلك هي صاحبة موقف استراتيجي ثابت من القضية اليمنية منذ بداية أزمتها، وتسعى المملكة في كل تحركاتها إلى توحيد الصفوف اليمنية والمحافظة على وحدة اليمن ووقف نزيف الدم اليمني، ومن هذا الموقف الثابت بذلت المملكة جهداً كبيراً في التقريب بين وجهات النظر بين اليمنيين، وحثهم على تغليب المصلحة الوطنية لتوحيد الموقف أمام المشروع الحوثي الإيراني. اتفاق الرياض يراهن اليمنيون بجميع أطيافهم وكياناتهم على أن وجود المملكة بجانبهم هو أمر كفيل بحل القضايا والخلافات التي تقع بينهم، ولذلك ظهر "اتفاق الرياض" ليؤكد على وقوف المملكة الدائم بجانب اليمن لدعم استقراره ودعم مسيرته التنموية وتوحيد صفوف الشعب اليمني؛ لتفويت أي فرصة للنيل من مصالحهم وسيادة وطنهم، وما حدث من خلاف وتصادم بين المكونات اليمنية، كانت تنظر إليه المملكة بأنه خطر كبير يهدد وحدة اليمن، ولذلك طالبت المملكة جميع الأطراف المختلفة بتحكيم العقل والارتفاع فوق الخلافات، ونجحت المملكة بجمع جميع الأطراف اليمنية على طاولة واحدة والظهور باتفاق يرضي جميع الأطراف تغلب فيه المصلحة الوطنية، ونتج عن ذلك تفويت الفرصة على الميليشيا الحوثية والداعمين لها والتنظيمات الإرهابية للنيل من وحدة اليمن. إعادة الانتشار ولحرص المملكة على تعزيز الأمن في عدن والمناطق الأخرى قررت إعادة انتشار قوات التحالف في العاصمة المؤقتة عدن، والوقوف بجانب الجيش الوطني اليمني، مما يؤكد على الموقف الثابت لقوات التحالف من اليمن واستقلاله وإنقاذه من المشروع الإيراني وأدواته. وتعمل الوحدات العسكرية العاملة بالمحافظات الجنوبية على عدة أهداف مشتركة منها الحفاظ على الأمن، ومواجهة التهديدات، والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة، ومكافحة الإرهاب، ووقف عمليات التهريب. كما أن عملية إعادة الانتشار تؤكد قوة التحالف ورسوخ المبادئ التي قام من أجله، في إطار جهودها المستمرة لتنسيق خطط العمليات العسكرية والأمنية في اليمن، ولتعزيز الجهود الإنسانية والإغاثية، إضافة إلى تعزيز الجهود لتأمين الممرات المائية المتاخمة للسواحل اليمنية عموماً، ومكافحة الإرهاب على كامل الأراضي اليمنية. وهذا يؤكد استمرار قوات التحالف بتقديم جهودها وإمكاناتها لتحقيق الأمن والاستقرار في اليمن، لدعم الشعب اليمني بكافة مكوناته وحكومته الشرعية.