قيل قديماً إن أعظم انتصار هو انتصار الإنسان على ضعف ذاته واستعادته ثقته بنفسه وبقدراته، فإذا بلغ هذه المرتبة صَغُر كل كبير عنده وضعف أمامه كل قوي، وقيل أيضاً إن الثقة بالنفس نوع من أنواع الرجولة.. لذا أعتقد أنه حان الوقت أن نأخذ بعين الاعتبار والجدية ما يقدمه المدرب الوطني في الساحة الرياضية وعبر المستطيل الأخضر.. ولو رجعنا للوراء لوجدنا أن المدربين الوطنيين يملكون مساحة كبيرة من الرؤية الفنية والطموح، وخصوصاً أن الكثير منهم تلقوا دورات تدريبية وحصلوا على شهادات تؤهلهم لتدريب أكبر الفرق لدينا هنا في الدوري السعودي. وخير دليل إسناد مهمة تدريب الهلال لأحد أبنائه الكابتن سامي ومواطنيه علي كميخ والحمدان اللذين سيتسلمان الفيصلي الأردني - دعواتنا لهم بالتوفيق راجين أن يكونوا خير سفراء للكرة السعودية، سواء هنا في ملاعبنا أو خارج أرض الوطن - ولو رجعنا للوراء لوجدنا أن هناك مدربين سعوديين أوصلوا الكرة السعودية إلى العالمية، يأتي في مقدمتهم عميد المدربين السعوديين خليل الزياني أول مدرب حقق لنا بطولة آسيوية عام 84م- ومحمد الخراشي حقق منتخبنا على يديه بعد التوفيق من الله عزَّ وجلَّ كأس الخليج عام 94م، وغيرهم كثير من المدربين الوطنيين الذين أثبتوا تواجدهم، ولن ننسى سيد المدربين الوطنيين ناصر الجوهر الذي تأهل منتخبنا الوطني على يديه بعد التوفيق من الله عزَّ وجلَّ لنهائيات كأس العالم 2002م، بعد أن لقي الدعم والثقة من المسؤولين عن الحركة الرياضية في الوطن، ويكفي أنهم جميعاً يحملون كلمة وطني، هذه الكلمة الصغيرة في كتابتها الكبيرة في معناها.. مرة ثانية أقول: حان الوقت أن نمنحهم الثقة والفرصة التي من خلالها يستطيعون ترجمة ما لديهم من أفكار تدريبية عبر المستطيل الأخضر، ولكن مع الأسف الشديد ان هناك من يحاولون طمس تاريخ هذا المدرب ابن الوطن وحجب الثقة عنه. وفي المقابل نجدهم يتحملون أخطاء المدرب الأجنبي، والعكس إذا ارتكب المدرب الوطني أبسط قواعد الأخطاء نصب عليه جام غضبنا ونكيل له عبارات عدم الفهم، لقد أخذت أسأل نفسي ماذا ينقص المدرب الوطني لكي يحقق النجاح. أسئلة كثيرة أخذت تدور في مخيلتي: هل السبب يعود للمدرب نفسه أم للأندية لعدم الثقة فيه، واعتباره مدرب فزعة كما يقولون، أم وأم؟! من المسؤول عن إنهاء عقد اللاعب تيجالي؟ نعم، لازالت الجماهير الشبابية تعيش في ذهول من هول الصدمة جراء انهاء عقد اللاعب تيجالي أحد نجوم الدوري وهدافه، حتى وان كنا في عصر الاحتراف مثل هذا النجم لا يتم التفريط فيه بسهولة، ولكن الملاحظ ان نجوم الفريق أخذوا يتساقطون كأوراق الشجر، وفي اعتقادي أن مسؤولية ما يحدث هي مسؤولية مشتركة بين الإدارة والجهاز الفني، وإن كنت أحمل الجهاز الفني بقيادة المدرب العالمي برودوم المسؤولية 95% عما آل إليه الفريق من مستويات متردية وإنهاء عقود بعض اللاعبين، وتطفيش البعض منهم؛ أمثال مختار فلاتة، وعبدالله الشهيل أحد نجوم الفريق وتفاريس، كذلك اللاعبين الشباب الذين همّشتهم أمثال فهد الدوسري وبدر السليطين وعبدالملك الخيبري الذي يقدم مستويات الكل أشاد بها، ولكن مع الأسف الشديد همّشه المدرب وخصوصاً في المباراة النهائية التي كان من المفترض أن يكون ضمن المشاركين فيها، ولكن كما قيل إذا فات الفوت ما ينفع الصوت، وإذا كان هناك من بصمات للمدرب فهي بصمات سلبية أكثر منها إيجابية، هذه الحقيقة عروض متفككة وخطوط خلفية تؤكد ذلك ونحب أن نذكر هذا المدرب أن نادي الشباب حقق قبل قدومه لنا الكثير من البطولات في زمن قياسي.. يا من قالوا عن المصنف الأول في دوري (زين) وقالوا انه من المدربين المشاهير عالمياً، ولكن مع الأسف ها هو يعجز عن وضع الحلول للثغرات التي يعاني منها الفريق.. حقاً انها تخبطات قاتلة سوف تقضي على تطلعات الشبابيين، خذ راحتك فأنت الآمر الناهي، في النادي حنا أصبحنا نشك انه من أملاك البلجيكية. الرياض