قيل قديماً إن أعظم انتصار هو انتصار الإنسان على ذاته واستعادته ثقته بنفسه وبقدرته. فإذا بلغ هذه المرتبة صغر كل كبير عنده وضعف أمامه كل شيء وقيل أيضاً: اعرف نفسك ولا تلتفت إلى ما يقوله الناس عنك. وكذلك فإن الثقة بالنفس من الرجولة. ولكن الذي لاحظناه أنه بمجرد تدريب الكابتن سامي الجابر الفريق الأول بنادي الهلال تعرض لمحاربة شرسة ونقداً بعيداً كل البعد عن النقد الهادف البناء، بل العكس نجد هذا النقد يحمل في طياته الحقد من أناس وجد التعصب والعاطفة والعنصرية طريقاً ممهداً إلى عقولهم لكونهم ما زالوا يكتبون بعقلية ما قبل 40 سنة أيام الملاعب الترابية. لكن لو عدنا للوراء لوجدنا أن المدربين الوطنيين يملكون مساحة كبيرة من الرؤية الفنية والطموح، خصوصاً أن الكثير منهم تلقوا دورات تدريبية وحصلوا على شهادات تؤهلهم لتدريب أكبر الفرق لدينا هنا في الدوري السعودي وبنظرة سريعة نجد أن هناك مدربين سعوديين أوصلوا الكرة السعودية إلى العالمية منهم: - عميد المدربين السعوديين خليل الزياني أول مدرب يحقق مع المنتخب السعودي بطولة آسيوية عام 84م. - المدرب محمد الخراشي حقق منتخبنا على يديه بعد التوفيق من الله عز وجل كأس الخليج عام 94م. - المدرب ناصر الجوهر الذي تأهل منتخبنا الوطني على يديه بعد التوفيق من الله عز وجل لنهائيات كأس العالم 2002م بعد أن لقي الدعم والثقة من المسؤولين عن الحركة الرياضية في الوطن، ويكفي أنهم جميعاً يحملون كلمة وطني بما فيهم سامي الجابر. إذاً ومن هذا المنطلق أعتقد أنه حان الوقت أن نمنحهم الثقة والفرصة التي من خلالها يستطيعون ترجمة ما لديهم من أفكار تدريبية عبر المستطيل الأخضر ولكن مع الأسف هناك من يحاولون طمس تاريخ هذا المدرب الوطني وحجب الثقة عنه. وفي المقابل نجدهم يتحملون أخطاء المدرب الخواجة.. أما المدرب الوطني فنجدهم يصبون جام غضبهم عليه. من هو المدرب الوطني؟ هو ابني وابنك.. أخي وأخوك.. صديقي وصديقك.. انخرط في هذا المجال الرياضي أولا لإشباع هوايته وفي نفس الوقت يؤدي جزءا من الواجب الوطني الرياضي، وإن كنا في عصر الاحتراف. لكن مع الأسف فينا من يحاول تحطيم هؤلاء المدربين الوطنيين بمجرد أنه تعرض لهزيمة أو هزيمتين ولو نظرنا لوجدنا أن الذين حجبوا الثقة عن هذا المدرب سواء كانوا إداريين أو حتى مشجعين ليس لديهم الخلفية الرياضية التي تؤهلهم لانتقاد هؤلاء المدربين، حقاً إنه شيء يدعو للعجب كيف نتحمل أخطاء المدرب الخواجة ونعطيه أكثر من فرصة، أما المدرب ابن الوطن بمجرد أن يرتكب أبسط قواعد الأخطاء (يا ساتر) نكيل له عبارات عدم الفهم في عالم التدريب. وهنا تبادر إلى ذهني هذا السؤال: ماذا ينقص هذا المدرب لكي يحوز على ثقتنا وثقة مسؤولي الأندية لدينا. أسئلة كثيرة أخذت تدور في مخيلتي هل السبب يعود للمدرب نفسه أم للأندية التي لم تعطِه الفرصة كاملة؟ مرة ثانية وكما قيل: اعرفوا أنفسكم ولا تلتفتوا إلى ما يقوله الآخرون عنكم. الليث عزفها سعودية للفوز والإنجازات رجالها الذين يعملون من أجل تحقيقها والليث الأبيض كان في حاجة ماسة للفوز على الفريق الإيراني الذي يلعب على أرضه وبين جماهيره الكبيرة والكبيرة جداً. من خلال هذا الفوز استطاع رجال الليث الأبيض أن يعيدوا هيبة شيخ الأندية ويؤكدوا علو كعب وسيادة الكرة السعودية. بالروح وحدها بعد التوفيق من الله عز وجل يستطيع كل فريق أن يحقق ذاته وهذا ما فعله أبناء الليث الأبيض الذين زفوا الفرحة من خلال هذا الفوز إلى الجماهير الشبابية والسعودية. ومن هذا المنطلق أهنئ كل الشبابيين من كل قلبي بهذا الفوز الذي جاء في وقته في المنافسة الآسيوية، وذلك بفضل الله عز وجل ثم تضافر الجهود. ها هم أبناء الليث الأبيض أخذوا ينثرون إبداعاتهم عبر المستطيل الأخضر هناك أمام الجماهير الإيرانية التي لم ترهبهم بكثرة تعدادهم. لقد تألقوا وحافظوا على الهدف بجدارة وببسالة واستحقوا بعدها الفوز.. مرة ثانية شكراً نجوم الليث فقد عزفتموها سيمفونية هناك على الأرض الإيرانية وللفرح بقية. وقفة: قال الشاعر خلف مشعان: أنا شبابي وأفتخر وأرفع الراس ما شجعه تاره وأعاديه تاره وسرعان ما جاء الرد من أحد شعراء نادي الليث الأبيض وهو متعب السميري: من يبي فرقا الشباب بوادرين الوفي يبقى وفي مهما حصل