اقترب حلم الهلال وهو حلم جميل اصبح على مرمى العصا وباذن الله يتحقق، الهلال بطلا لأبطال اسيا كما هو زعيمها، الى النهائي يذهب ومعه امنيات السعوديين والعرب جميعا وحتى من غير العرب من يعشق هذا الفريق الكبير، والهلال يمتلك الفرصة الأفضل لتحقيق اللقب رغم كل الصعاب وكل التحديات، ولن أكون محايدا او دبلوماسيا واعلن ان اول تحد هو التحكيم الاسيوي الذي ظهر بمستوى متواضع في مباراة الإياب بين الهلال والسد اذ لا اعلم كيف الحكم لا يرفع الكارت الأحمر لمدافع السد القطري الذي متعمدا منع وصول الكرة للاعب الهلال المنفرد بيده، امر غريب وغريب جدا رغم ان ركلة الجزاء احتسبها لصالح السد بكل ثقة واقتدار ودون أي تردد، ناهيكم عن عدم تفعيل الفار في هذه المباريات ذهابا وإيابا. لا علينا الان من التحكيم رغم خطورته سابقا وحاليا والخوف منه لاحقا، لكن لنحلل المباراة بكل منطقية ونقول ان النتيجة ابدا لم تكن متوقعة، ولعلي في مقالتي السابقة قلنا ان النتيجة الأفضل هي الفوز ولكنها الابعد، وان الهلال يمكن ان يخرج بتعادل او بخسارة بفارق هدف او هدفين، الامر ليس ضعفا بالهلال او قوة السد، ولكنها القراءة لمجريات مباراة الذهاب، فالسد لم يكن سيئا بل العكس كان الأفضل في المباراة، غير ان الهلال استغل الفرص وسجل الأهداف الأربعة بكل ثقة حماس، وهذا ما افتقده الهلال في مباراة الإياب، فكم فرصة ضاعت امام المرمى السداوي سواء من جوميز او جوفينكو او سالم الدوسري وحتى الشلهوب اهدر فرصة شبه محققة. توقعنا ان السد سيلعب بطريقة مختلفة وانه فريق قوي جدا ومنظم ومنسجم مع بعضه البعض، وان خسارة الذهاب على ارضه بالأربعة جعلته يدخل المباراة دون ضغوط ودون أي خوف من أي نتيجة، فلقد اكل الصدمة واستوعبها، لهذا لعب لأجل التاريخ فقط، بينما لاعبوا الهلال في البداية كان واضحا التركيز العالي حتى سجل الدوسري الهدف الأول، وهو ما جعل لاعبي الهلال يركنون الى الهدوء اكثر من اللازم واصبح اللاعبون ينتظرون الهجمات المرتدة على المرمى السداوي قبل ان تحدث فعليا، واعطوا المساحات وخلال دقائق قليلة للخصم ليسجل ثلاثة اهداف انعش بها اماله واربك واخاف بها لاعبوا الهلال. المرتدات الهلالية كانت خطيرة جدا ولكنها كانت تنتهي على حدود خط ال 18 لمرمى السد، الاستعجال والثقة الزائدة، وهذه هنا احسبها على المدرب الذي كان عليه منذ منتصف الشوط الثاني بان يغير لاعبو المقدمة لكي يشرك من لديه اللياقة افضل والسرعة والرغبة بعيدا عن ثقة الفوز التي استحوذت عليهم وجعلتهم يفقدون حماسا هو من جعلهم يفوزون بالأربعة في مباراة الذهاب في الدوحة. الان قلبنا صفحة التأهل واصبحنا في النهائي، لا جديد نقوله عن الهلال غير انه يمتلك الفرصة وهو الأقوى، بيد ان الحال في النهائيين الأخيرين للهلال مع سيدني او اوراوا كذلك كان الهلال الأقوى والأفضل، لكن ما يجعلنا مطمئنين ان الهلال تلقى الصدمة في الإياب مع السد، وظهرت الفراغات ونقاط الضعف في خطي الدفاع و الوسط، كذلك ظهر تباعد لاعبوا الهجوم اثناء المرتدات وعدم التحاق لاعبوا الوسط بهم بسرعة، هذه المباراة كانت بمثابة الدرس القاسي الذي يجب على لاعبي الهلال ان يستوعبوه. هنالك ملاحظات ان الهلال على ارضه غريب عندما يلعب على ارضه وبين جماهيرة ويفرط بسهولة كما حدث مع الأهلي والان السد، وهذه على المدرب ان يأخذها بعين الاعتبار، لان ذهاب المباراة النهائية لا بد وان يكون حاسما ويستمر الهلال بفرض واقع الانتصار الأول، مع التأكيد على تهيئة الفريق نفسيا وفنيا بصورة افضل وان يسجل باكرا ويركز لاعبوه داخل الملعب،ويبيتعدون عن المغامرة كثيرا بتناقل الكرة في الثلث الأخير من ملعبهم، خصوصا وأن قطعها يجعلها تتحول الى هجمات خطرة اكثر من مرة، لهذا نقول ان النهائي ليس مستحيلا لكنه ليس صعبا ، فهنالك ثغرات دفاعية وسوء تنسيق وتواصل بين الوسط والدفاع، هكذا نقاط ضعف ستحفز أي فريق على ان يهاجم وينتظر الارتباك الهلالي لكي يسجل عليه. د. طلال الحربي