انطلق دوري الثمانية من دوري أبطال آسيا، والحديث بطبيعة الحال عن مواجهات الأندية السعودية، الهلال، الاتحاد، والنصر، وبالتقييم الفني لمباريات الذهاب والتي انتصر فيها النصر على السد القطري، وتعادل فيها الهلال والاتحاد بدون أهداف، ولنبدأ بالنصر الذي ولأول مرة في تاريخه يصل لدور الثمانية في هذه البطولة، ورغم تاريخ العالمي الحافل والطويل، إلا أنه حال أي نادٍ مهما كانت عراقته عندما يصل إلى مرحلة لم يصل لها من قبل تشعر عليه بقليل من الارتباك. نتيجة الذهاب انتهت 2-1 لمصلحة النصر، وكنا نستطيع تحقيق أكثر منه وبلغة وافرة من الأهداف، لكن استعجال لاعبينا في النصر جعلهم يضيعون الفرص، وحقيقة النصر يمتلك خط هجوم مرعب، وهو ما فرق معه في مواجهة السد، ورغم تقدم السد في تسجيله الهدف الأول إلا أن شكل المباراة كان يوحي أن النصر سيسجل لأنه قادر على الوصول إلى منطقة خط ال18 للفريق القطري وبكل سهولة، وهنا جعلت الكثافة العددية للاعبي النصر بمنطقة عمليات السد يرتبكون ويضيعون الفرص توالياً. في الإياب على مدرب النصر أن يكون أكثر هدوءًا وحذراً، فالسد لعب على الفرص المرتدة وبنفس الوقت لعب على تلك اللحظات التي يسكن فيها اللاعب النصراوي ليشنوا هجمات خطيرة جداً، ولا بد أن يقدم النصر نفس الدور وهو دور يتقنه صراحة وأعني الهجمات المرتدة، فكل دقيقة ستمر على السد دون تسجيل هدف سيشكل ضغطاً عليهم يجعلهم يتقدمون أكثر، فالنصر يمتلك التوليفة والقدرة على الحسم متى ما لعب بتركيز أكثر، وتوقعاتي أن تكون مباراة قوية، ويكفينا هدف أول نسجله في المباراة حتى نحسمها. أما في المواجهة السعودية الهلال والاتحاد، ما زلت عند توقعي أن الهلال هو الأفضل من الناحية التقنية، وأن فريقه قادر على الوصول بعيداً في البطولة، فالاتحاد لم يكن سهلا، ولم يكن بعيداً عن تحقيق الفوز رغم تبادل الفرص الضائعة بينهما، لكن عادة في المواجهات القارية بين الأندية من نفس البلد تكون صعبة على الأقوى، وتكون حدة التنافس فيها عالية جداً، الإياب سيكون في الرياض ملعب الهلال، والهلال ليس من عادته أن يضيع الفرصة مرتين متتاليتين في نفس المواجهة، لهذا أرى أن الهلال في الذهاب كان حريصاً على العودة بكامل فريقه عند استحواذ الاتحاد عليها، الهلال لم يكن يرى أن نتيجة التعادل سيئة له لأنه يعلم أنه يملك القدرة على تحقيق الفوز في الإياب، والاتحاد ما بقي أمامه شيء ليخسره لأنه لا يستطيع أن يلعب مدافعاً على أرض الهلال، فالهلال فريق إن استحوذ لمدة عشر دقائق متتالية سجل أهدافا. نعم الأقرب الهلال والنصر، وبالتالي انتقالنا إلى مواجهات النصف النهائي بفريقين أمر رائع جداً، ولو أن القرعة خدمتنا ولم نتواجه في نصف النهائي "دربي الرياض" المعتاد، فإن فرصة وصول أحد الفريقين إلى النهائي أمر وارد جداً، نعم إياب دور الثمانية لم ينتهي لكنها توقعات وأمنيات محسومة على الأقل بفريق واحد إما الهلال أو الاتحاد، رغم أنني أرى أن الهلال يريد هذه البطولة وقد ألفها جيداً وواضح أنه لن يكرر أخطاءه فيها، ولم يعد يلعب في آسيا للجمال بل للفوز، والنصر يمتلك تشكيلة قادرة على تحقيق الفوز. د. طلال الحربي