كشفت المقاومة الإيرانية في مؤتمرها المنعقد بالعاصمة الأميركية واشنطن نهاية الشهر الماضي مراحل اتخاذ القرار وسلّم المستويات القيادية الخاصة بإجراءات قوات الحرس من أجل تنفيذ الهجوم الصاروخي ضد المنشآت النفطية في المملكة، واستندت إلي معلومات من داخل النظام بينت أن الخطة العامة للعملية ضد المنشآت السعودية نوقشت يوم السبت 31 أغسطس 2019 في اجتماع للمجلس الأعلى للأمن القومي للنظام بحضور الرئيس الإيراني حسن روحاني ووزير خارجيته جواد ظريف. وأزال مهدي عقبائي عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، في حوار خاص ل»الرياض»، الستار عن أسماء الشخصيات المتورطة من قادة النظام الإيراني في هجمات «أرامكو»، وفند بعض الأدلة والمعلومات التي تم الحصول عليها من داخل قوات الحرس وجيش نظام الملالي، وتم الكشف عنها للمرة الأولى، وكيف بحث النظام الإيراني عن غطاء مناسب من أجل إخفاء حضور قوات الحرس في هذه العمليات.. فإلى نص الحوار: النظام يعيش حالة ضعف وتغييره يخلص العالم من مصدر الأزمات * ما المعلومات الاستخباراتية التي حصل عليها مجاهدو خلق من داخل النظام الإيراني؟ * لقد قامت شبكة مجاهدي خلق الإيرانية داخل إيران بأكثر من 100 كشف ضد المشاريع النووية والإرهابية الإيرانية خلال السنوات الماضية. وكانت أول جهة تكشف النقاب عن برنامج نووي إيراني سري في واشنطن في العام 2002 حيث قالت فيه إن موقع إيران لتخصيب اليورانيوم يقع في نطنز، لقد حصلنا على هذه المعلومات في ظل ظروف قام النظام فيها بتطبيق القمع وتنفيذ عمليات الإعدام بالحد الأقصى، وللحصول على المعلومات دفعت المقاومة الإيرانية ثمناً باهظاً، مما أدى إلى حدوث عمليات اعتقال وتنفيذ إعدامات بحق عناصر المقاومة، وفي الكشف الذي قمنا به في 14 سبتمبر، قدمنا تقريراً مكوناً من 22 صفحة، وفقاً لمعلومات جمعناها من داخل إيران، وبينت المعلومات التي قمنا بكشفها بالتفاصيل والحيثيات بوضوح أن الهجوم المتزامن للصواريخ والطائرات من دون طيار من داخل إيران على المنشآت النفطية السعودية من قبل نظام الملالي كان عبارة عن عمل حربي وعسكري واسع النطاق، حيث تم إقراره من قبل خامنئي شخصياً، والموافقة عليه في المجلس الأعلى للأمن القومي للنظام الذي يرأسه حسن روحاني رئيس الجمهورية ويشارك في اتخاذ قراراته جميع العناصر القياديين للنظام بما في ذلك وزير الخارجية جواد ظريف، كما تابع كبار المسؤولين في قوات الحرس مباشرة تخطيط العملية وتنفيذها. ولا يزال نظام الملالي مندهشًا من كيفية حصول المنظمة على هذه المعلومات وفشل حتى الآن في دحض أي من المعلومات التي كشفنا عنها، وهو دليل مزدوج على دقتها. ظروف متفجرة في إيران بسبب 40 سنة من الفساد والنهب وتصدير الإرهاب * كيف خطط النظام الإيراني للهجوم على منشآت النفط السعودية؟ * تم تحديد الخطوط العريضة للعملية ضد مصافي السعودية يوم الأربعاء، 31 يوليو 2019، في اجتماع المجلس الأعلى للأمن القومي للنظام برئاسة روحاني، ويشار إلى أن وزير الخارجية جواد ظريف هو عضو منتظم وثابت في المجلس الأعلى للأمن القومي للنظام ويحضر اجتماعاته. كما حضر الاجتماع عدد من كبار قادة قوات الحرس. ثم كلف خامنئي اللواء الحرسي غلام علي رشيد والعقيد الحرسي أمير علي حاجي زاده بمهمة تنفيذ المخطط، وقد استقرت أركان قيادة العمليات التكتيكية بقيادة عميد الحرس محمد فلاحي من أسبوع ماضٍ في قاعدة أميديه في خوزستان. ونُقل عدد من ضباط قوات الحرس، من المتخصصين في مجال الصواريخ والطائرات من دون طيار، من قاعدة ماهشهر إلى أميديه أيضا. واستخدمت صواريخ كروز التي صنعها نظام الملالي في المجمع الصناعي العسكري للنظام في بارشين في طهران، في الهجوم، وبعد الموافقة المبدئية لخامنئي على العملية، بدأ التصميم الجزئي لها وأخيراً تم إرسال الخطة مرة أخرى إلى خامنئي للموافقة النهائية، ثم كلف خامنئي لواء الحرس غلام علي رشيد وعقيد الحرس أمير علي حاجي زاده بمهمة تنفيذ العملية، وقام عميد الحرس فلاحي قائد عمليات القوات الجو فضائية التابعة لقوات الحرس بتفعيل المخطط، وتقع هذه العمليات في هيئة قيادة القوات الجوفضائية التابعة لقوات الحرس في ثكنة دستواره (في منطقة جيتغر شمال غرب طهران)، وتم فحص وإقرار الخطة التشغيلية والتنفيذ النهائي في الهيئة المركزية المعروفة بخاتم الأنبياء، من قبل لواء الحرس غلام علي رشيد. * من الشخصيات المتورطة في هذه الهجمات؟ * وفقاً للمعلومات التي تم الحصول عليها، فإن بعض قادة الحرس المشاركين في الخطة هم: حسين سلامي، قائد قوات الحرس، قاسم سليماني، قائد قوة القدس، لواء الحرس غلام علي رشيد، قائد المقر المركزي لخاتم الأنبياء (فوج العمليات العسكرية العليا، مسؤول عن تخطيط وتنسيق العمليات للقوات المسلحة للنظام، بما في ذلك قوات الحرس والجيش)، عميد الحرس سيد أمير علي حاجي زاده، قائد القوات الجوفضائية في قوات الحرس. وشارك كل من رشيد وحاجي زاده في اجتماع المجلس الأعلى للأمن القومي بسبب هذه العملية المحددة، وبالإضافة إلى هؤلاء الأشخاص، حضر الاجتماع أيضًا العديد من قادة الجيش والشرطة. * ما الأدلة التي حصلتم عليها؟ * تفاصيل هجوم الملالي الصاروخي على منشآت النفط السعودية سرية للغاية، وقد حصلت عليها منظمة مجاهدي خلق في داخل إيران من داخل النظام، وقد تم الحصول على هذه المعلومات من مصادر مختلفة من عدة أجهزة تابعة للنظام، وتحديداً من داخل قوات الحرس وجيش نظام الملالي، وتم الكشف عنها للمرة الأولى، بعد تأكيدها من قبل مصادر مختلفة في النظام. ووفقاً لمعلوماتنا، في تاريخ 7 سبتمبر، أي قبل أسبوع واحد من الهجوم الصاروخي، توجه فريق القادة المشرفين على هذه العملية من القوة الجوفضائية للحرس إلى قاعدة أميديه في محافظة خوزستان جنوب غربي إيران. النقطة المهمة أن قاعدة أميديه التي كانت في الماضي القاعدة الخامسة للقوات الجوية يوجد فيها منصات للدفاع الجوي تابعة للجيش في المنطقة الجنوبية الغربية من القاعدة، لذلك تم اختيارها من أجل حضور فريق القادة المشرفين وذلك لأنها تتبع لإدارة قوات الدفاع الجوي والقوات الجوية التابعة للجيش وبذلك ستوفر غطاءً مناسباً من أجل إخفاء حضور قوات الحرس في هذه العمليات في محافظة خوزستان. ومن أجل التقدم في خطط التنفيذ لهذه العملية، توجه عدد من القادة والموظفين التابعين للقوة الجو فضائية للحرس، وهم أخصائيون في المجالات الصاروخية والطائرات المسيرة المتواجدين في "ماهشهر" إلى قاعدة "أميديه". * ما خطورة هذا التصعيد الإيراني وتبعاته على المنطقة العربية؟ * لقد اعتمد النظام على تقاعس المجتمع الدولي في مواصلة تعدياته وتجاوزاته، وطالما أن هذا النظام في السلطة، فإنه لن يتوقف عن تعدياته وتجاوزاته بل ومن أجل رفع معنويات قواته داخل إيران ومرتزقته في المنطقة سيعيث خراباً وفساداً في المنطقة أكثر فأكثر. هذا النظام لا يفهم سوى لغة القوة والحسم، وإن الحل النهائي لتخليص العالم من الفاشية الدينية الحاكمة في إيران كمصدر لجميع الأزمات في المنطقة هو تغيير هذا النظام غير الشرعي من قبل الشعب الإيراني وحركة المقاومة المنظمة. لأنه إذا توقف هذا النظام عن تصدير الإرهاب والأصولية، فسوف تتسارع عملية انهياره، فيقول خامنئي وقادة النظام إنه إذا لم نقاتل في سورية والعراق واليمن، فعلينا القتال في أصفهان وطهران وشيراز. * هل تتوقع أن يعدل النظام الإيراني عن سياساته الإرهابية في المنطقة؟ * هناك ظروف متفجرة في إيران بسبب السياسات القمعية و40 سنة من الفساد والسطو والنهب وتصدير الإرهاب، وجميع المؤشرات تشير إلى أن نظام الملالي الغارق في أزمات مرحلة السقوط لا يملك أي مفر استراتيجي. فهو من جهة يسعى من خلال القمع والشيطنة والإرهاب ضد معارضته لمنع صعود الانتفاضة الشعبية وكبح الغضب الانفجاري للمجتمع. ومن جهة أخرى، يسعى لإجبار المجتمع الدولي على التراجع من خلال نشر الحروب، معلوماتنا تشير إلى أن النظام في هجماته، يعتمد على تقاعس المجتمع الدولي، وهو لم يدفع أي ثمن لما يفعله في المنطقة، لقد راهن نظام الملالي علي أنه سوف لن يدفع ثمنا باهظا لممارساته العدوانية حتي موعد الانتخابات الأميركية، لذلك في الأشهر الماضية، وعندما لم يتلق النظام ردا مناسبا لهجماته علي ناقلات النفط والمنشآت النفطية وإسقاط الطائرة المسيرة الأميركية، فضلا عن ارتفاع مستويات التخصيب لليورانيوم وإعادة تشغيل الطرادات المركزية IR5 و IR6 فان ذلك أدي إلي تشجع النظام للقيام بعملية حربية كبيرة داخل المملكة، هذا النظام لا يفهم سوى لغة القوة والحسم، وتؤكد المقاومة الإيرانية للجميع أنه لمواجهة أعمال وتصرفات النظام الحربية والعدائية يجب إعادة تطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي السابقة بشأن مشروع التسلح النووي لنظام الملالي وحظر التخصيب، وكذلك طرد نظام الملالي ومرتزقته وميليشياته من العراق وسورية واليمن ولبنان وأفغانستان، كما ينبغي إدراج وزارة الاستخبارات التابعة للملالي وغيرها من أجهزة القمع والتجسس والإرهاب في القائمة الإرهابية، ويجب طرد جميع المرتزقة والمنتفعين الرسميين وغير الرسميين التابعين للنظام، يجب على المجتمع الدولي أن يعترف بحق مقاومة الشعب الإيراني من أجل الإطاحة بالفاشية الدينية ونيل الحرية. * ما الخيارات أمام النظام الإيراني بعدما انكشفت ألاعيبه القذرة أمام العالم؟ * الحقيقة أن النظام يعيش في حالة ضعف مطلقة، وفي ظل الظروف التي قمت بتوضيحها فإن النظام بحاجة شديدة للقيام بمثل هذه التصرفات لتقديم المعنويات لقواته، وخاصة أن النظام وبسبب 40 عاما من حكمه الفاسد قد دمر الاقتصاد في البلاد كلياً، وهو غارق في الفساد، وكل طبقات الشعب في جميع أنحاء البلاد غاضبون من هؤلاء الحكام. لذا فإن الطريقة الوحيدة التي يستطيع بها النظام الخروج من هذا المأزق هي اللجوء لمثل هذه الأساليب، وهذا ما رأيناه كمثال هذا الأسبوع أثناء انتفاضة أهالي مدينة لردغان. يحاول قادة النظام عبثًا من خلال القمع والإرهاب منع تصاعد الانتفاضات الشعبية وتوسع معاقل الانتفاضة وإخماد الاحتجاجات الشعبية، ووقف الغضب الشعبي الانفجاري. من الواضح جدًا، أنه وفقًا لتقارير عديدة من داخل قوات الحرس، فقد تم رفع جاهزية جميع قوات الحرس في أعقاب الهجوم على المملكة، ونفذت قوات الحرس مناورات في المدن المختلفة من أجل قمع الاحتجاجات والانتفاضات الشعبية لأن النظام يرى أن التهديد الأساسي له هو الانتفاضة الشعبية، وفي المقابل فإن الشعب والمقاومة الإيرانية عقدا العزم على إرسال هذا النظام لمزابل التاريخ. مهدي عقبائي