لا يشك أحد في أهمية الوقت، ولا في قيمته العليا، يؤمن الجميع بها، ولا يوجد من يحب التأخر عنه في حال الوعد. فاللذان يحدد بينهما موعد لا يريد أحدهما أن يصل إلى الموعد ولا يجد الآخر، ولكن مع كل ذلك هو الذي إذا أتيحت له الفرصة يرجح التأخير. الناس على صنفين: صنف يوثر أن الوصول إلى مكان قبل الموعد بنصف ساعة خير من أن يصل إليه بعد دقيقة. وهؤلاء يهتمون كثيرًا بتنظيم أوقاتهم، ولديهم فرصة طيبة في صورة الصلوات الخمس، فلهم أن يرتبوا أوقاتهم حسب هذا الجدول الإلهي. وآخرون إذا اتصلت بهم بعد بداية الموعد، فهم يستيقظون من نومهم يرن جرس الجوال، ثم يهرولون لقضاء حاجاتهم الأساسية بغير جدية، فأعمالهم منتشرة، وأوقاتهم متناثرة يأكل بعضها بعضًا. ومع الأسف كل الأسف فإن مجتمعاتنا تراعي هؤلاء الكسلانين، المتأخرين عن أوقاتهم، فإذا وصلت إلى مكان حسب الموعد فربما تخجل بتبكيرك، والوضع هذا خلاف للعدل تمامًا، إضافة إلى ذلك ما فيه من تحبيط للمبكرين والمنظمين لأوقاتهم. فهل فكرت يومًا ما لماذا هذه المراعاة مع المتأخرين؟ رغم أن السبيل إلى الخلاص من تأخيرهم يسير جدًا. فالذي يتأخر عن وقت الرحلة لا تنتظره، كذلك القطارات والباصات، فهلا نجرب يومًا ما مراعاتنا للوقت مثلها، لا تطول بهم المدة أبدًا، سيحضرون في المناسبات والبرامج بعد مرة حسب الموعد المحدد إن شاء الله.