لطالما كانت إيران بلد غير آمن للزوار والأجانب، إلا أن حملة العقوبات التي فرضتها إدارة ترمب على إيران والتي بدأت تشتد في العام 2018 أدت إلى حملات غير مسبوقة من القمع في إيران، بما في ذلك زج حاملي الجنسيات الأجنبية أو المزدوجة في السجون للضغط على المجتمع الدولي لإطلاق سراح المعتقلين في صفقات تبادل مع دول غربية تحتجز إرهابيين تابعين للنظام الإيراني. العقوبات الأميركية أدت بعض أهدافها وانهيار داخلي يعيشه نظام الملالي وبعد ثلاثة أشهر من الاعتقال في سجن إيفين الإيراني المعروف بأهوال طرق التعذيب المستخدمة فيه، تم إطلاق سراح الزوجين الأستراليين جولي كينغ ومارك فيركين بعد وعد استرالي بالإفراج عن الطالب الإيراني رضا دهباشي الذي اخترق العقوبات على إيران وأرسل معدات عسكرية إلى بلاده من استراليا. وقال الزوجان الاستراليان لوسائل إعلام استرالية إن التغطيات الإعلامية الدولية لقصص المعتقلين في إيران لا تعقّد الأمور وتزيد معاناتهم، حيث لا تزال إيران تحتجز مواطنة إسترالية ثالثة اتهمتها إيران بالتجسس وحكمت عليها إيران بالسجن مدة 10 سنوات وهي الأكاديمية في جامعة ملبورن، والباحثة المختصة بشؤون الخليج كايلي مور جيلبرت. ويقول الكاتب السياسي والمعتقل السابق في سجون إيران، كافي تاهيري ل "الرياض" إن النظام الإيراني لم يتسامح للحظة مع الأصوات المعارضة له على أي مستوى منذ استيلائه على السلطة في العام 1979، ليسجن ويعذب المدونون والصحفيون والأقليات والنساء ما أدى إلى فرار الآلاف من الشباب الإيراني من بلادهم إضافة إلى حالة الانغلاق التي دخلتها إيران، مضيفاً بأن تدوينه عن المآسي التي تحدث للشباب والنساء الإيرانيات أدى إلى اعتقاله في ظروف قاسية ليبقى عرضة للتعذيب والقمع. ويلفت تاهيري إلى الطريقة التي يتعامل بها النظام الإيراني مع النساء، حيث تعتبر المرأة في ظل قوانين النظام الإيراني مواطن من الدرجة الثانية لا يحق لها تقلد مناصب رسمية رفيعة المستوى في البلاد، كما يمكن للرجل أن يحصل دون أي قانون يمنعه من ذلك على عدد غير محدود من الزوجات، الأمر المقنن في إيران تحت مسمى الزوجات "المؤقتات" دون أن يكون هناك أي حقوق لهذه الزوجات، كما لا تملك المرأة حق التعليم بعد الزواج أو حق إصدار جواز سفر إضافة إلى قوانين جائرة كثيرة بحق المرأة لا يعرف عنها العالم شيء بسبب التركيز على جرائم إيران وميليشياتها في بث الإرهاب الإقليمي. ويقول المعتقل السياسي السابق في إيران، تاهيري أن النقمة الشعبية المنتشرة في لبنانوالعراق والداخل الإيراني تجاه تدهور الأوضاع الاقتصادية الإيرانية والتي تسبب بها سلوك النظام الإيراني، باتت تشكل كابوساً لطهران التي تدرك أن هذه الشعوب بالذات لعبت الدور الأكثر أهمية في الحروب العبثية التي أشعلت من خلالها إيران المنطقة. ويؤكد تاهيري أن هذا الإجماع غير المسبوق إذ يأتي من جماعات كان بعضها محسوباً على النظام الإيراني ينبئ بنهاية عهد النظام وعبثه في المنطقة كما يؤكد على أن حملة الضغوطات الأميركية أدت بعض أهدافها، حيث خسر النظام الإيراني كل شيء ولم يعد يملك إلا السيطرة على شعب يطيعه بالقوة والعنف بعد أن أنفق النظام المليارات التي كدسها طيلة فترة حكمه في سبيل تنفيذ أجندة إقليمية نراها تنهار أمام أعيننا، فبعد أن نادى لسنوات بشعار "الموت لأميركا" ها هم العراقيون يهتفون "فليخرج نظام الملالي من العراق". ويكشف تاهيري عن فساد وسوء إدارة مستشري داخل إيران يقود إلى هذا الانهيار إلى جانب العقوبات الأميركية حيث اعترف العضو المحافظ في لجنة الميزانية البرلمانية، حسين علي دليجاني أمام ادعاءات روحاني بأن نسبة كبيرة من انهيار وهم تصدير الخمينية والإفلاس الذي يعاني منه المشروع الإيراني جاء نتيجة سوء الإدارة والفساد.