المناخ يتغير طبيعياً منذ خلق الله كوكبنا الأرض. وكذلك الإنسان يتغير طبيعياً منذ خلق الله الإنسان وسخّره لعمارة الأرض. وكما أن التغير المناخي يُغير حياة الإنسان، كذلك النشاط الإنساني يُغير حرارة المناخ. لكن الإنسان لم يعرف بأن نشاطه يغير المناخ إلا عندما تقدم علمياً وبدأ يسجل درجة حرارة المناخ منذ منتصف القرن الماضي. حينذاك فقط اكتشف الإنسان أن استخدامه للفحم كوقود يؤدي إلى انبعاث الغازات المُسببة للاحتباس الحراري. وبالتالي ترتفع درجة حرارة المناخ من صُنْع الإنسان. لم يعد المناخ قضية يقتصر نقاشها على الوفود الرسمية داخل القاعات المغلقة. بل أصبح المناخ القضية الشعبية ترفع شعارها الشعوب في شوارع شتى مدن العالم. ونحن جزء لا يتجزأ من العالم جميعنا نركب في مركب واحد اسمه كوكبنا الأرض. ارتفاع درجة حرارة المناخ حقيقة تاريخية لا يمكن إنكارها. ولكن دور الإنسان ليس واضحاً فتقارير لجنة IPCC (تتكون من كبار علماء المناخ) تؤكد بالأرقام دور الإنسان في تغير المناخ. لكن أحياناً يخرج صوت لعالِم في المناخ يشكك في بعض نتائجهم. فيتساءل الرأي العام العالمي من وراء هذا العالِم الخارج على إجماع علماء المناخ. وتتجه أصابع الاتهام إلى شركات الفحم وشركات البترول غير التقليدي والبترول الصخري وبترول الرمال. موقفنا من اتفاقية المناخ: نحن كنا من أوائل الدول المشاركة بوفد كبير (الأرصاد، أرامكو، وزارة المالية، وزارة البترول، وزارة الخارجية، وأحياناً: وزارة الزراعة، ومدينة الملك عبدالعزيز للتقنية، وبعض الجامعات) في جميع اجتماعات مؤتمرات اتفاقية المناخ ولجانها المتعددة على مدار السنة منذ بداياتها العام 1992. لكن كان يوجد لدى بعض أعضاء وفدنا -وقد كنت أنا شخصياً واحد من أعضاء الوفد- انطباع مُسبق بأن الاتفاقية مؤامرة على بترولنا دون بترول العالم. ورغم أن هذا الانطباع غير صحيح لكنه كان سبباً في اتخاذ موقف معارض لكل نص يقول إن للإنسان دور في تغير المناخ. وبالتالي مُعارضة إلزام الدول بتبني سياسات تستهدف خفض درجة حرارة المناخ. لقد أدى هذا الموقف المعارض لمجرد الاعتراض إلى التحيز ضد البترول وكأنه الوحيد الذي يرفع درجة حرارة المناخ. لقد كانت فضيحة ما يسمى (climategate) نقطة التحول في مسار اتفاقية المناخ. فرغم أنه لم يتم الكشف عن الجهة التي دبرت المؤامرة ضد علماء المناخ. لكن أصابع الاتهام اتجهت إلى الشركات المنتجة للوقود الأحفوري. ما أدى الى تأليب الرأي العالمي ضدهم والمطالبة ببيع أسهمهم وتعريضهم للإفلاس. وبالفعل أدت الحملات إلى إعلان هذه الشركات عن خططها لكبح انبعاث الغازات والتحول إلى المصادر المتجددة. موقفنا الجديد من اتفاقية المناخ: بعد مؤتمر كوبنهاجن (فضيحة المناخ) أدركت وزارة البترول أنه من الضروري تصحيح الاعتقاد الخاطئ باستهداف البترول. والتدقيق في اختيار أعضاء الفريق المؤهل للتفاوض.