تشهد العاصمة بغدادوالمحافظاتالعراقية الأخرى، منذ يومين تظاهرات شعبية للمطالبة بمحاربة الفساد وحل أزمة البطالة وتحسين الخدمات، وسط انتشار أمني مكثف، وتظاهر المئات من أهالي عدة مناطق في بغداد في مناطقهم، حيث عمل المتظاهرون على حرق الإطارات وقطع الطرق الرئيسة لشل الحركة في العاصمة وللتعبير عن تضامنهم للمتظاهرين الموجودين في ساحة التحرير، التي لم تقف أي جهة سياسية خلفها، وكثف الجيش العراقي والقوات الأمنية الأخرى انتشارهم في مناطق ومحيط بغداد، بينما تعرض الصحفيون والمصورون إلى اعتداءات في ساحة التحرير ومنعوا من تغطية التظاهرات. وتوعد الناشطون والمتظاهرون على صفحات التواصل الاجتماعي بالاستمرار في التظاهرات في المحافظات، وأعربت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس بلاسخارت، عن قلقها البالغ إزاء العنف الذي رافق بعض التظاهرات في بغداد ومحافظات أُخرى، معربة عن بالغ الأسف لوقوع ضحايا بين المتظاهرين والقوات الأمنية، وأكدت بلاسخارت، في بيان لها، حق المواطنين في الاحتجاج، وقالت: "لكل فرد الحق في التحدّث بحرية بما يتماشى مع القانون". من جهة أخرى، طالب الرئيس العراقي برهم صالح، أمس بمزيد من ضبط النفس واحترام القانون إثر احتجاجات واسعة في عدة مدن عراقية، وقال في تغريدة عبر حسابه على تويتر: إن "التظاهر السلمي حقٌ دستوري مكفولٌ للمواطنين.. أبناؤنا في القوات الأمنية مكلفون بحماية حقوق المواطنين، والحفاظ على الأمن العام"، وقال الرئيس العراقي: "أؤكد على ضبط النفس واحترام القانون.. أبناؤنا شباب العراق يتطلعون إلى الإصلاح وفرص العمل، واجبنا تلبية هذه الاستحقاقات المشروعة.. الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى". كما أن ما يميز التظاهرات ليست كالتي خرجت سابقا، فانها لم يتم دعمها من أي جهة سياسية، فأغلب الكتل نفت تبنيها لهذه التظاهرات. وعملت القوات الأمنية وقوات مكافحة الشغب على تفريق المتظاهرين المتجهين نحو المنطقة الخضراء. وتزامنت الدعوة للتظاهرات مع صدور أمر إحالة قائد قوات مكافحة الإرهاب الفريق الركن عبدالوهاب الساعدي إلى أمر وزارة الدفاع، الموضوع الذي أثار لغطا اجتماعيا وسياسيا كبيرا، ومتظاهرو ساحة التحرير في بغداد، رفعوا صور الساعدي وثبتت بعضها بالإضافة إلى ترديدهم هتافات باسمه وتنادي بعودته لمنصبه، وجاءت أيضا بعد يومين من منع قيادة العمليات المشتركة إزاحة الستار عن تمثال للساعدي في الموصل، وبعدها رفعته من منصته. وروجت صفحات كثيرة خلال الأيام الماضية في موقعيّ "فيسبوك" و"تويتر" إلى أن التظاهرات ستكون عارمة وستتجه إلى المنطقة الخضراء، مذكرين بصور سابقة من حادثة اقتحام مجلس النواب. وأفاد عضو مجلس المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق علي البياتي الخميس بسقوط أكثر من 20 قتيلا وأكثر من 708 جرحى جراء تظاهرات احتجاجية غاضبة تجتاح العراق، وقال البياتي: إن قتيلين سقطا في بغداد وسبعة في الناصرية بينهم رجل أمن، وقتيلان في محافظة واسط وقتيلان في محافظة ميسان، مشيرا إلى أن هناك 10 جرحى حالتهم حرجة في محافظة ميسان. ولفت إلى اعتقال 132 شخصا معظمهم تم الإفراج عنهم. من جهته أصدر رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي قرارًا بحظر التجول في العاصمة العراقية بعد التظاهرات التي شهدتها، ونقلت وكالة الأنباء العراقية إعلان رئيس الوزراء بفرض حظر التجول الذي يبدأ من الساعة الخامسة من صباح الخميس وحتى إشعار آخر، وأوضح عبدالمهدي أن قرار حظر التجوال في المحافظات الأخرى يترك تقديره للمحافظين. كما قطعت القوات الأمنية العراقية الخميس، الطرق الرئيسة بين الأحياء في بغداد، في الوقت الذي رفضت فيه بعض مناطق بغداد الاستجابة لحظر التجول الذي فرضته الحكومة العراقية. وذكر موقع "السومرية نيوز" الإخباري العراقي أن القوات الأمنية العراقية عمدت إلى قطع الطرق الرئيسة بين أحيائها في محاولة منها لمنع الاحتجاجات التي تجتاح بعض المناطق في بغداد، وحسب الموقع، تجدد صباح أمس إطلاق النار في بغداد على خلفية الاحتجاجات المستمرة لليوم الثالث على التوالي رغم قرار حظر التجوال في بغداد. المئات بين قتلى وجرحى.. وحظر تجول ببغداد.. والكتل تنفي دعمها الاحتجاجات وأعلن التحالف الدولي بالعراق أن انفجارًا وقع في المنطقة الخضراء في العاصمة بغداد الليلة قبل الماضية لم يطل أيًا من منشآته. جاء ذلك في بيان للمتحدث باسم قوات التحالف مايلز كاجينز، حسبما ذكرت وكالة بلومبرج للأنباء. وكانت تقارير إعلامية أفادت في وقت سابق بسماع دوي انفجار قوي في المنطقة الخضراء التي تضم مباني حكومية ومقار السفارات الأجنبية. ولم يتضح على الفور سبب الانفجار، ويجرى تحقيق حاليًا في ملابساته، بحسب بلومبرج. محتجون يحملون الحجارة وقضباناً معدنية يفرون من شرطة مكافحة الشغب (أ ف ب) متظاهرون عراقيون يتجمعون في أحد ميادين بغداد (أ ف ب )