قدم الهلال عرضاً رائعاً أمام مضيفه السد القطري وخطا خطوة مهمة للغاية نحو نهائي البطولة القارية بفوز عريض ومريح معنوياً وحسابياً وهو فوز نجح فيه «الزعيم» باختبار شخصيته، وهو يعود من تأخر بقدم مهاجمه غوميز ليسجل رباعية في مرمى وأرض الفريق القطري. شخصية الهلال، الفريق الكبير وبطل غرب القارة الدائم حين يكون في كامل حضوره، كانت هي الطاغية وملأت أرجاء الملعب بفضل تعامل مدربه الروماني لوتشيسكو والاستعداد الذهني والبدني لنجوم الفريق الكبير. صحيح أن «الأزرق» يحارب على أكثر من جبهة، وأن التركيز في اللقاءين الأخيرين محلياً لم يكون في المستوى المطلوب رغم الابتعاد قليلاً بصدارة الدوري عن المنافسين الدائمين، لكن الهلال ومدربه ولاعبوه حتى الآن يتعاملون بشكل مثالي وبطريقة ذكية للغاية في التعامل مع تداخل الاستحقاقات. لكن ذلك لا يكفي لعدم التذكير بسيناريو ما حدث في مواجهته الشهيرة أمام الغرافة القطري في نسخة موسم 2010 حين تقدم الهلال في الذهاب بثلاثية نظيفة، قبل أن يتلقى مثلها في الإياب ليسجل هدفين بطريقة مثيرة وينفذ بجلده بعد أن كاد يدفع ثمن التهاون بتلك المواجهة. من المهم جداً التأكيد على أن نتيجة الذهاب تعطي المزيد من الثقة بنفس درجة الحذر من تقلبات الكرة وجنونها، وينبغي أيضاً التذكير بأن هذا الفوز سيعطي الفريق أريحية أكبر على مستوى مباريات الدوري قبل نزال الإياب في ال22 من الشهر الجاري. ما يميز الهلال وتعامل إدارته هذا الموسم هو الهدوء بالتعاطي مع هذا الاستحقاق الذي لطالما كان لقبه عصياً على «نادي القرن» لغير سبب، منها الجانب الذهني والتعاطي الإعلامي، لكننا نشهد تعاملاً مختلفاً بهدوء الإدارة ومدرب الفريق وحتى اللاعبين عن الظهور والتحدث عن البطولة الآسيوية كثيراً. هذا التعاطي والهدوء جنّب الفريق الضغوطات داخل الميدان، ودفعه للسير بهدوء نحو مبتغاه، والتمسك بهذا النهج هو المطلوب في المرحلة الحالية في ظل تعاظم أهمية الحضور المعنوي والنفسي للاعبي الفريق السعودي. سيتعرض الهلاليون لمزيد من الضغوطات إن داخلية أو حتى خارجية في المرحلة المقبلة، لكن الفريق في طريقه للوصول للمباراة النهائية، وهو في قمة حضوره الفني والذهني اللذين يعززان من حظوظه في انتزاع اللقب، وهو ما أظنه سيتحقق هذه المرة.
