ليس أجمل من بداية مثالية كتلك التي سجلها الهلال في مستهل مشواره في الموسم الجديد وهو يحقق فوزاً عريضاً على الأهلي في جدة برباعية في ذهاب ثمن النهائي الآسيوي، إذ ظهرت الفوارق الفردية والفنية في لحظات دقيقة من المواجهة بين الفريقين. كانت البداية في خيارات مدرب الهلال الروماني رازفان لوشيسكو الذي نجح في صياغة القائمة الأساسية باستثناء الزج بالشاب محمد الدوسري الذي لم يكن أفضل الحلول لولا ظروف الفريق الذي وضعت اللاعب الصاعد في موقعة بهذا الحجم، قبل أن يتدخل لوشيسكو ويصحح الخلل بطريقة ذكية للغاية. والأهم من ذلك أن الخيارات الأجنبية كانت فعالة منذ البداية ما يعني صحة ومنطقية خيارات المدرب الهلالي الجديد، علاوة على ظهور بصماته على أداء الفريق "الأزرق" بشكل عام، والذي ترجمه العملاق الفرنسي بافيتيمبي غوميز بهاتريك تاريخي والمدافع عبدالله الحافظ بهدف رابع. صحيح أن الهلال سجل أفضلية مريحة للغاية قبل نزال الإياب في الرياض، لكن البطاقة لم تحسم بعد وإن كان الأهلي غير مقنع ولم يظهر ما يدفع محبيه للتفاؤل بقلب الطاولة في المواجهة الثانية قياساً بما قدمه في جدة وهو الذي بدا مستعداً بقوة لحسم الأمور أو تسجيل أفضلية في مباراة أول من أمس. يمكن القول: إن البداية الهلالية مطمئنة وستدفع الفريق معنوياً بشكل كبير لبداية موسم جيد للغاية على المستويين المحلي والآسيوي لكن المسؤولية الأكبر تقع على إدارة النادي بقيادة الرئيس فهد بن نافل لإتمام ملف اللاعبين الأجانب وتعزيز الصفوف بلاعبين محليين خصوصاً في مركزي الحراسة والظهير الأيمن لضمان عدم تكرار ما حدث من انكشاف دفاعي كاد أن يدفع الفريق ثمنه لولا قدرات لاعبيه الهجومية التي مكنتهم من الخروج بهذه النتيجة. وإجمالاً من المبكر إطلاق أي أحكام على مستوى الفريق لكن المؤشرات تظل مطمئنة كون لمسات لوشيسكو كانت واضحة منذ الظهور الأول له مع الفريق الكبير ما يعطي أنصار "الزعيم" مساحة للتفاؤل والاطمئنان مع عودة المصابين واكتمال الصفوف. المشوار الهلالي لا يزال طويلاً وورقة التأهل لم تصل إلى الرياض بعد، وعلى الجماهير "الزرقاء" التعامل بواقعية وعدم الضغط على لاعبيها في البطولة القارية التي لطالما استعصت على "كبير القارة" حتى أضحت تشكل عبئاً ذهنياً أكثر منه على الجانب الفني، وهنا تقع أيضاً المسؤولية على الجهازين الفني والإداري من أجل تهيئة الفريق الذي لا ينقصه سوى الهدوء في المناسبات القارية الكبيرة لتحقيق مراد أنصاره. سلطان السيف